السبت، 9 فبراير 2013

الشعب الإيراني يتطلع لمصدق أخر ، و ليس لشاه ، و يرفض ولاية فقيه

الشعب الإيراني يتطلع لمصدق أخر ، و ليس لشاه ، و يرفض ولاية فقيه

حادثة مرت عليها فترة أثناء الهبة الديمقراطية في إيران ، لكنها ذات أهمية ، إذ إنها تعطينا قراءة للعقل الشعبي الإيراني ، أو ما يريده الشعب الإيراني ، لهذا من الضرورة أن نقف لنتناولها بالبحث ، و التعليق .
أثناء الهبة الديمقراطية الإيرانية ، أو الهبة الخضراء ، إتهمت سلطة أحمدينجاد المعارضة الخضراء بتدنيس ذكرى الزعيم الإيراني آية الله روح الله الخميني ، بتمزيق صوره .
المعارضة بدورها نفت قيامها بذلك ، و ردت الإتهام بمثله ، و تراوح الرد بين إنكار ، و إتهام بتزوير الصور ، و تسجيلات الفيديو ، و قيام السلطة بالإندساس في المعارضة لتشويه صورتها .
لا ضرورة للوقوف طويلا عند الإتهامات ، و الرد عليها ، و لا حاجة لمناصرة المعارضة في موقفها ، لأنني أعتقد أن الشعوب أصبحت محصنة ضد المحاولات السلطوية التشويهية من كثرتها ، فقد أصبحت عمليات تشويه المعارضة ، و رموزها ، في طول التاريخ السياسي للبشرية ، ظاهرة تكاد تكون ثابته ، في كل ثقافة ، و حقبة تاريخية .
الذي يجب أن يكون محط بحثنا ، هو المعنى الأعمق لتلك الحادثة ، ذلك المعنى الذي يفيدنا في معرفة الحلم الشعبي الإيراني الحالي .
لقد أعلمتنا تلك الحادثة عن مدى التقدير الذي يحيط بآية الله الخميني للأن في أوساط الشعب الإيراني ، حتى بين الجيل الجديد ، و الذي ولد معظمه بعد ثورة 1979 .
قد يبدو ذلك متناقضا مع الهبة الخضراء ، فكيف لمعارضة ، تطلب الديمقراطية ، أن تتفق مع السلطة ، و مؤيديها ، في تقدير ذكرى نفس الشخص .
الحقيقة التي يجب أن نستخلصها من تلك الظواهر ، المتناقضة ، هي أن المعارضة ، و معظم الشعب الإيراني ، يجلون ذكرى آية الله الخميني ، البطل ، الثوري ، القائد ، المضحي ، و ليس الفقيه ، و المنظر ، صاحب نظرية ولاية الفقيه التي يرتكز عليها النظام الإيراني الحالي .
يؤكد هذا أن جموع الشعب الإيراني ، و مختلف التيارات السياسية الإيرانية ، قبلت الخميني في 1979 ، كرمز ، إجتمع على ذلك المناصر لفكر مصدق ، و الشيوعي ، و الليبرالي ، و المحافظ ، و التقدمي ، و تاجر البازار ، و الموظف ، و العامل ، و المزارع ، و طالب الجامعة ، و طالب الحوزة .
إجلال الشعب الإيراني لشخص الخميني لليوم ، إنما هو إجلال للثورة الشعبية ، لا للنظرية ، و عليه فلا يجب أبداً ، أن يُحمل هذا الإجلال بأكثر من معناه ، من جانب النظام الإيراني الحالي ، فهو ليس تفويض لدولة ولاية الفقيه .
إنه دليل على فخر الشعب الإيراني بثورته ، و عدم ندمه على الإطاحة بالشاه ، و دليل على إنعدام فرص عودة الملكية إلى الحكم ، و هي العودة التي يمني بها البعض نفسه في خارج إيران .
الشعب الإيراني كان يحلم في معظمه ، حين خرج ثائراً في 1979 ، بدولة مدنية جمهورية ديمقراطية ، لا مكان فيها لولاية الفقيه ، دون معاداة للدين ، و نظام حكم عادل إجتماعيا ، فقد كان أحد أهم دوافع الثورة الإختلال الشديد في المسألة الإجتماعية ، بالتفاوت الكبير في الثروات ، و المحاباة الطبقية ، و الفساد .
الشعب الإيراني اليوم يرى إن أهدافه لم تتحقق في معظمها ، لهذا يريد إكمال الطريق الذي سار فيه ، أي البناء فوق ثورة 1979 ، لا النكوص على عقبيه ، بالعودة لما قبل فبراير 1979 ، مثلما يرفض الإقرار بالوضع الحالي .
الشعب الإيراني يتطلع لمصدق أخر ، و ليس لشاه ، و يرفض ولاية فقيه .
الشعب الإيراني يريد في السدة العليا للسلطة ، رئيس ، مدني ، وطني ، تكون المسألة الإجتماعية هي شاغله الأول .
أليست هذه هي نفس تطلعات الشعب المصري ؟؟؟

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

26-02-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق