شبيبة
مبارك ، و هلال معقوف ، نظرة للتغيرات الثقافية ، و السياسية ،
المصرية
عندما يتحدث القوميون العرب في مصر ، أو ما يطلق
عليهم الناصريين ، عن أنفسهم ، و خاصة عند المقارنة بين فكرهم ، و الفكر الساداتي ،
يلاحظ إنهم يتكلمون بنبرة فوقية ، منبعها مستمد من إعتقادهم بسمو أفكارهم ، عن
الفكر الساداتي ، المتهم لديهم بالإنعزالية ، و النزعة المصرية الفرعونية .
منحى يكاد يتجه إلى إتهام الساداتيين بالفاشية ، أو بوصف أدق ، بالنازية .
السادات بالفعل كان ذا منحى مصري إنعزالي ، و كان ذا هوى نازي لا ينكر ، و هذا واضح بشكل كبير في سيرته الذاتية ، و في ملبسه العسكري ، و أكثر في الزي الذي إرتداه حرس الشرف المصري في الإستقبالات الرسمية ، في الأعوام الأخيرة من حكم السادات ، و الذي كان يكاد أن يكون - إن لم يكن بالفعل - نسخة كربونية من الزي النازي .
لكن ما الفارق في الواقع بين فريق يدعو إلى قومية مصرية ، و أخر إلى قومية عربية ؟
أليست كلاهما دعوة للقومية ، و بالتالي العنصرية ؟
هل لأن القومية العربية كنظرية تتبنى دعوة لتفوق مجموعة أكبر حجما من نظيرتها المصرية ، أو الفرعونية ، يعطيها تفوق أخلاقي ؟
لو كان كذلك لكان هتلر بريء ، أو على الأقل أقل جرما ، بالمنطق الناصري ، فهو لم يدع لتفوق ألماني ، بل إلى تفوق آري ، و الآرية أكبر حجما من الألمانية .
و هناك كتاب ، و منظرين ، عنصريين ، كانت دعواهم وسط بين الآرية ، و الألمانية ، و هم الذين إدعوا تفوق النورديين ، فشملوا بذلك عدد من شعوب شمال غرب أوروبا .
لكن اليوم ، و حتى بالأمس في ثلاثينيات القرن الماضي ، كانت المجموعات الثلاث تصنف تحت عنوان العنصرية .
في منطقتنا يجب أيضا أن نطبق نفس المبدأ ، فكل من يدعو إلى تفوق ، أو تحزب ، مجموعة إنسانية بعينها ، و يدعي تفوقها ، أو يرغب في أن تصبح تلك المجموعة معادية لمجموعة ، أو مجموعات ، بشرية أخرى ، إنما هو عنصري ، و بناء على ذلك فمن الناحية الأخلاقية لا فارق بين الناصرية ، و الساداتية ، و أعني في الشق القومي ، و ليس السياسي ، أو الإقتصادي .
المقدمة النظرية السابقة كان يجب أن أبدأ بها ، لتوضيح أن الموقف الثقافي القومي ، لدى الأسرة الحاكمة في مصر ، لم يتغير من المنظور الأخلاقي بإنتقالها التدريجي من موقع القومية العربية ، إلى موقع القومية الفرعونية ، لإنه إنتقال من فكر عنصري ، إلى فكر أخر عنصري .
كل من عرف الفترة الأولى من حكم مبارك الأب ، و حتى نهاية القرن الماضي ، يعلم الإعجاب الشديد الذي كان يكنه مبارك الأب لعبد الناصر ، و إيمانه المطلق بالقومية العربية .
و كل من يتابع الخط الذي تسير عليه نفس الأسرة الحاكمة الأن ، يلاحظ إنها ، و منذ عقد تقريبا ، تتحرك بإتجاه القومية الفرعونية .
عندما نقول تغير حدث خلال عقد ، فهذا تأكيد على إنه نتاج بصمات الإبن ، جيمي ، و التي بدأت تطول حتى الحياة الثقافية ، و ليس فقط الحياة الإقتصادية ، و هي بصمات واضحة القوة ، و قوتها تتضح في قدرتها على تنحية الأفكار التي كان يؤمن بها الأب ، إلى الظل .
مظاهر هذا التحول من الناحية الثقافية تتضح في منحى الكتب الصادرة عن دور النشر الرسمية ، و في مظاهر الإحتفاء الإعلامي الكبير بكل ما هو فرعوني ، و الأن في الإقدام على خطوة تحليل الدي إن إيه ، أو الحامض النووي ، للمومياوات الفرعونية ، و هي خطوة كبيرة للغاية ، خاصة لمن يعلم بمدى المقاومة التي قابلتها نفس الخطوة منذ عقد تقريبا ، و الإتهامات التي إطلقتها الصحف التابعة للسلطة آنذاك عن مؤامرة خارجية ، و ما إلى ذلك من الإتهامات التي عهدناها .
فما الذي تغير الأن بعد عشر سنوات ؟
الذي تغير ليس إنكشاف خواء المؤامرات المزعومة ، و إنما تغير الإتجاه الفكري للأسرة الحاكمة .
و ربما أراد جيمي أن يثبت إنه ينتمي للأسرة الثامنة عشرة الفرعونية ، و إنه سليل أحمس الأول ، المحرر ، و تحتمس الثالث ، الفاتح ، أو نابوليون مصر ، و أمنحوتب الثالث ، لويس الرابع عشر المصري ، و إخناتون ، التوحيدي .
لا بأس إن أراد ذلك ، و لكن رجاء ليعد في هذه الحالة شهادات النسب التي إستصدرها والده إلى نقابة الأشراف ، و على العموم كل البشر سواسية ، لا فضل بنسب ، و لا بعرق .
على أن أثر هذا المنحى الفرعوني بدأ أيضا يمتد من الجو الثقافي في مصر ، إلى السياسة ، فأصبحنا نلاحظ تغيرات كبيرة في السياسة الإقليمية المصرية ، و إتجاه أكثر نحو التقوقع ، و الإنعزال ، مصحوب بالتصادم ، و التصعيد ، مع بعض دول المنطقة ، و لأسباب غالبا تافهة ، مثل الموقف من الجزائر ، و السودان ، بسبب مباريات كروية ، على إن هذا الإتجاه التصادمي لا يقترب بالطبع من آل سعود ، الذين لازالوا أسياد مصر .
إذا كان جيمي لا يبدو إنه يسعى لإستبدال زي حرس الشرف بزي نازي ، كما فعل معلمه الأول ، إلا إنه شرع في تكوين مليشيات شبابية ، أو ما يمكن أن نطلق عليه شبيبة مبارك ، على غرار شبيبة هتلر ، و أنوية هذه الشبيبة غير المباركة ، هي التجمعات الشبابية التي بدأت في الطفو على السطح في الجامعات ، و في ما ينظمه الحزب الوطني الديمقراطي .
الأن آل مبارك لديهم حزب وطني ، قريب في إسمه من الحزب الوطني الإشتراكي ، الهتلري ، و حرس نازي منفصل عن جيش الدولة الرسمي ، ممثل في قوات الحرس الجمهوري ، و بدأوا في إنشاء شبيبتهم ، و ربما بعد ذلك سيظهر الهلال المعقوف على العلم المصري الحالي ، المستمد تصميمه أساسا من العلم الألماني القيصري ، و لكن بشكل مقلوب ، فلا ينقصه إذا إلا الهلال المعقوف .
عنا في حزب كل مصر ، فإننا نقول إننا نتمسك بالوثيقة الأساسية للحزب ، ونرفض بالتالي كل الأفكار العنصرية ، أكانت عروبية ، أم فرعونية ، أو غير ذلك ، و نؤمن بالإنفتاح على المنطقة ، و العالم ، من خلال نظرة صافية ، لا تشوبها شوائب التعصب ، الديني ، و العنصري .
منحى يكاد يتجه إلى إتهام الساداتيين بالفاشية ، أو بوصف أدق ، بالنازية .
السادات بالفعل كان ذا منحى مصري إنعزالي ، و كان ذا هوى نازي لا ينكر ، و هذا واضح بشكل كبير في سيرته الذاتية ، و في ملبسه العسكري ، و أكثر في الزي الذي إرتداه حرس الشرف المصري في الإستقبالات الرسمية ، في الأعوام الأخيرة من حكم السادات ، و الذي كان يكاد أن يكون - إن لم يكن بالفعل - نسخة كربونية من الزي النازي .
لكن ما الفارق في الواقع بين فريق يدعو إلى قومية مصرية ، و أخر إلى قومية عربية ؟
أليست كلاهما دعوة للقومية ، و بالتالي العنصرية ؟
هل لأن القومية العربية كنظرية تتبنى دعوة لتفوق مجموعة أكبر حجما من نظيرتها المصرية ، أو الفرعونية ، يعطيها تفوق أخلاقي ؟
لو كان كذلك لكان هتلر بريء ، أو على الأقل أقل جرما ، بالمنطق الناصري ، فهو لم يدع لتفوق ألماني ، بل إلى تفوق آري ، و الآرية أكبر حجما من الألمانية .
و هناك كتاب ، و منظرين ، عنصريين ، كانت دعواهم وسط بين الآرية ، و الألمانية ، و هم الذين إدعوا تفوق النورديين ، فشملوا بذلك عدد من شعوب شمال غرب أوروبا .
لكن اليوم ، و حتى بالأمس في ثلاثينيات القرن الماضي ، كانت المجموعات الثلاث تصنف تحت عنوان العنصرية .
في منطقتنا يجب أيضا أن نطبق نفس المبدأ ، فكل من يدعو إلى تفوق ، أو تحزب ، مجموعة إنسانية بعينها ، و يدعي تفوقها ، أو يرغب في أن تصبح تلك المجموعة معادية لمجموعة ، أو مجموعات ، بشرية أخرى ، إنما هو عنصري ، و بناء على ذلك فمن الناحية الأخلاقية لا فارق بين الناصرية ، و الساداتية ، و أعني في الشق القومي ، و ليس السياسي ، أو الإقتصادي .
المقدمة النظرية السابقة كان يجب أن أبدأ بها ، لتوضيح أن الموقف الثقافي القومي ، لدى الأسرة الحاكمة في مصر ، لم يتغير من المنظور الأخلاقي بإنتقالها التدريجي من موقع القومية العربية ، إلى موقع القومية الفرعونية ، لإنه إنتقال من فكر عنصري ، إلى فكر أخر عنصري .
كل من عرف الفترة الأولى من حكم مبارك الأب ، و حتى نهاية القرن الماضي ، يعلم الإعجاب الشديد الذي كان يكنه مبارك الأب لعبد الناصر ، و إيمانه المطلق بالقومية العربية .
و كل من يتابع الخط الذي تسير عليه نفس الأسرة الحاكمة الأن ، يلاحظ إنها ، و منذ عقد تقريبا ، تتحرك بإتجاه القومية الفرعونية .
عندما نقول تغير حدث خلال عقد ، فهذا تأكيد على إنه نتاج بصمات الإبن ، جيمي ، و التي بدأت تطول حتى الحياة الثقافية ، و ليس فقط الحياة الإقتصادية ، و هي بصمات واضحة القوة ، و قوتها تتضح في قدرتها على تنحية الأفكار التي كان يؤمن بها الأب ، إلى الظل .
مظاهر هذا التحول من الناحية الثقافية تتضح في منحى الكتب الصادرة عن دور النشر الرسمية ، و في مظاهر الإحتفاء الإعلامي الكبير بكل ما هو فرعوني ، و الأن في الإقدام على خطوة تحليل الدي إن إيه ، أو الحامض النووي ، للمومياوات الفرعونية ، و هي خطوة كبيرة للغاية ، خاصة لمن يعلم بمدى المقاومة التي قابلتها نفس الخطوة منذ عقد تقريبا ، و الإتهامات التي إطلقتها الصحف التابعة للسلطة آنذاك عن مؤامرة خارجية ، و ما إلى ذلك من الإتهامات التي عهدناها .
فما الذي تغير الأن بعد عشر سنوات ؟
الذي تغير ليس إنكشاف خواء المؤامرات المزعومة ، و إنما تغير الإتجاه الفكري للأسرة الحاكمة .
و ربما أراد جيمي أن يثبت إنه ينتمي للأسرة الثامنة عشرة الفرعونية ، و إنه سليل أحمس الأول ، المحرر ، و تحتمس الثالث ، الفاتح ، أو نابوليون مصر ، و أمنحوتب الثالث ، لويس الرابع عشر المصري ، و إخناتون ، التوحيدي .
لا بأس إن أراد ذلك ، و لكن رجاء ليعد في هذه الحالة شهادات النسب التي إستصدرها والده إلى نقابة الأشراف ، و على العموم كل البشر سواسية ، لا فضل بنسب ، و لا بعرق .
على أن أثر هذا المنحى الفرعوني بدأ أيضا يمتد من الجو الثقافي في مصر ، إلى السياسة ، فأصبحنا نلاحظ تغيرات كبيرة في السياسة الإقليمية المصرية ، و إتجاه أكثر نحو التقوقع ، و الإنعزال ، مصحوب بالتصادم ، و التصعيد ، مع بعض دول المنطقة ، و لأسباب غالبا تافهة ، مثل الموقف من الجزائر ، و السودان ، بسبب مباريات كروية ، على إن هذا الإتجاه التصادمي لا يقترب بالطبع من آل سعود ، الذين لازالوا أسياد مصر .
إذا كان جيمي لا يبدو إنه يسعى لإستبدال زي حرس الشرف بزي نازي ، كما فعل معلمه الأول ، إلا إنه شرع في تكوين مليشيات شبابية ، أو ما يمكن أن نطلق عليه شبيبة مبارك ، على غرار شبيبة هتلر ، و أنوية هذه الشبيبة غير المباركة ، هي التجمعات الشبابية التي بدأت في الطفو على السطح في الجامعات ، و في ما ينظمه الحزب الوطني الديمقراطي .
الأن آل مبارك لديهم حزب وطني ، قريب في إسمه من الحزب الوطني الإشتراكي ، الهتلري ، و حرس نازي منفصل عن جيش الدولة الرسمي ، ممثل في قوات الحرس الجمهوري ، و بدأوا في إنشاء شبيبتهم ، و ربما بعد ذلك سيظهر الهلال المعقوف على العلم المصري الحالي ، المستمد تصميمه أساسا من العلم الألماني القيصري ، و لكن بشكل مقلوب ، فلا ينقصه إذا إلا الهلال المعقوف .
عنا في حزب كل مصر ، فإننا نقول إننا نتمسك بالوثيقة الأساسية للحزب ، ونرفض بالتالي كل الأفكار العنصرية ، أكانت عروبية ، أم فرعونية ، أو غير ذلك ، و نؤمن بالإنفتاح على المنطقة ، و العالم ، من خلال نظرة صافية ، لا تشوبها شوائب التعصب ، الديني ، و العنصري .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي
عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي
المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين
الحسني
تاريخ الميلاد في
الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام
1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
19-02-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق