السبت، 9 فبراير 2013

الجمالية ، خير إسم للعقيدة الإقتصادية التي تحكم مصر

الجمالية ، خير إسم للعقيدة الإقتصادية التي تحكم مصر

عندما رغبت في الكتابة عن الأداء الإقتصادي خلال العقد الأول من القرن الحادي و العشرين ، الذي قاد جيمي مبارك دفته الإقتصادية ، و جدت أن ضرورة الوصف الدقيق تدفعني ، بل تلزمني ، أن أنحت ، أو أن أشتق ، مصطلح جديد تماما ، ليعبر عن العقيدة الإقتصادية التي تحكم الإقتصاد المصري .
سبب ذلك إنني لم أجد في كل المصطلحات الإقتصادية المتاحة حاليا ، ما يعبر بدقة ، و أمانة ، عن طبيعة العقيدة الإقتصادية المصرية خلال العقد المنصرم .
لقد طفت بين مسميات النظريات الإقتصادية ، و بالتأكيد كان محط إهتمامي ، النظريات الرأسمالية الجديدة ، مثل نظريات فريدمان ، و تطبيقاتها العملية مثل الثاتشرية - المنسوبة إلى السيدة مارجريت ثاتشر ، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة - و ما إلى ذلك من نظريات تنتمي إلى تلك المدرسة .
سبق أن قلت في مقالات سابقة ، مثل مقال : لن نقف أمام تكايا آل مبارك ، أن هناك تأثير ثاتشري على السياسة التي يتبناها الأستاذ جيمي ، و لكن هذا التأثير لا يعدو أن يكون تأثير سطحي ، أو قشري ، لا أكثر ، أو لنقل إنها محاولة من جيمي لإلصاق نفسه بنظرية معروفة عالمياً ، لتغطية فساده .
فمن دواعي سرور جيمي أن توصف سياسته الإقتصادية بإنها ثاتشرية مصرية ، و لكن بكل تأكيد لن يكون ذلك من دواعي سرور السيدة مارجريت ثاتشر ، لو وصل لعلمها ذلك الإدعاء .
إنني برغم إختلاف وجه النظر الإقتصادية التي أتبناها ، في كثير من النقاط الجوهرية ، عن الثاتشرية ، و من تلك النقاط طبيعة الدور الذي يجب أن تلعبه السلطة في حياة الشعب ، و بخاصة في الميادين التعليمية ، و الصحية ، و الإجتماعية ، أجد برغم هذه الإختلافات الجوهرية مع الثاتشرية ، إنني سأظلم الثاتشرية كنظرية ، و صاحبتها كسيدة محترمة ، لو ربطتهما ، بالأستاذ جيمي ، و نظريته .
إن وجه الإتفاق الوحيد بين الثاتشرية الحقة ، أي كما طبقتها السيدة مارجريت ثاتشر ، و سياسات جيمي مبارك ، نجده في كلمة عامة ، أو عنوان كبير هو : الخصخصة ، و لكن حتى في هذه النقطة نجد إختلافات جوهرية في الأهداف ، و في التطبيق ، فمن ناحية الهدف ، أرادت السيدة ثاتشر تخليص الحكومة من عبء إدارة الوحدات الإقتصادية ، و تحويل هذا العبء على القطاع الخاص ، و من ناحية التطبيق ، كان هدف ثاتشر أن تحول الشعب البريطاني ، من موظفين إلى ملاك ، بطرح أسهم الوحدات الإقتصادية المملوكة للدولة لأفراد الشعب ، ليستثمر فيها مدخراته ، بينما كان هدف الأستاذ جيمي ، و آل مبارك بعامة ، من برنامج الخصخصة هو الإثراء الشخصي ، و في التطبيق كان هذا الهدف جلياً من خلال إصرارهم على أسلوب مستثمر رئيسي ، بما يسهل التكسب من البيع ، و يخلق الإحتكارات ، التي أصبحت اليوم ، و بعد أعوام من بداية برنامج الخصخصة في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي ، واضحة كل الوضوح ، حتى أصبح من السهل عد أسماء بضعة أشخاص ، للإشارة إلى المجموعة التي تملك معظم الإقتصاد المصري ، و يمكن في هذا الشأن مراجعة مقال للكاتب بعنوان : مستثمر رئيسي ، أم لص شريك . كما أن جيمي مبارك ، و بقية آل مبارك ، لم يهدفوا على الإطلاق إلى تحسين أحوال الشعب المصري ، لأن هدف آل مبارك كان ، و لازال ، إستغلال الشعب المصري ، كأيادي عاملة رخصية للغاية ، فخلال ثلاثة عقود تقريبا ، لم يقم آل مبارك بأي جهد لرفع مستوى الشعب المصري ، إقتصاديا ، و تعليميا ، و صحيا ، و فكريا ، بل كان هدفهم ، و لازال ، عكس كل هذه الأهداف السامية .
لو مددت المقارنة بين جيمي مبارك ، و مارجريت ثاتشر ، إلى المواهب الشخصية ، فإن الفارق سيظهر في طبيعة الشخصية ، فمن شخصية حديدية ، و أعني المرأة ، إلى شخصية مترددة ، مستترة ، لا تستطيع كسب الجمهور ، و لا حتى التواصل معه ، و أعني في هذه المرة الرجل .
كما إنني ، و برغم الإختلاف الشديد مع مارجريت ثاتشر ، في بعض أوجه سياستها الإقتصادية ، كما ذكرت عالية ، أجد نفسي ملزم ، بحكم الأمانة ، و الحيادية ، للقول بأنها تمتعت بنظافة يد شخصية ، يشهد عليها إنه لم توجه لها أي تهمة ماسة بالشرف ، كالتربح ، أو الرشوة ، منذ تقاعدت من منصبها كرئيسة وزراء ، في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي ، و إلى اليوم ، بينما لحم كتاف الأستاذ جيمي نبت من قوتنا ، و قوت عيالنا .
بسبب كل هذا وجدت إنه من الضروري ، أولا : فصل سياسات جيمي مبارك عن الثاتشرية التي يحاول التمحك بها لكسب بعض الإحترام لسياساته الإقتصادية ، ثانيا : إشتقاق كلمة جديدة تعبر بدقة عن العقيدة الإقتصادية المتفردة التي سيرت مصر ، و تحكمت في مقدرات المواطن المصري ، و لازالت ، منذ أكثر من عقد ، و يخططون لأن تحكمنا ، و تتحكم في مقدرات ذرارينا ، من ثلاثين إلى أربعين عاما أخرى .
لم أجد إلا كلمة : الجمالية ، لتكون عنوانا للنظرية ، أو العقيدة ، الإقتصادية التي تحكم مصر ، و التي من بعض أركانها : التربح من بيع ممتلكات الشعب المصري من وحدات إقتصادية ، و أراضي ، و الإحتكارات الإقتصادية ، و تركيز الثروات في أيادي محدودة ، و الإبقاء على الشعب المصري في معظمه جاهل ، مريض ، فقير ، متخلف فكريا ، ليسهل حكمه ، و إستغلاله .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء

الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني

تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969

المنفى القسري : بوخارست - رومانيا

حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

18-02-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق