النضال الحوثي ، نضال لمضطهدين ، و
ليس نضال لبناة دول و مجتمعات
لا أنكر إنني تابعت نزاع نظام علي
عبد الله صالح مع الحوثيين بعيني التعاطف ، و الإعجاب ، ليس فقط مع بداية الجولة
التي جرت مؤخرا ، أي منذ أغسطس 2009 ، بل من قبل ذلك ، و لكن لهذا
الإعجاب حدود .
الدوافع لذلك التعاطف ، و الإعجاب ، متعددة ، و سأحاول أن أستعرض بعضها في هذا المقال .
الباعث الأول إنساني ، و كان داعي للتعاطف ، و هو ما إرتكبه نظام علي عبد الله صالح من إضطهاد تمييزي بحق شريحة معينة في المجتمع اليمني ، و هم هنا الأشراف ، في منطقة صعدة ، سواء كانوا في صف الحوثيين ، أم لا ، و التي وصلت إلى حد الحرب في الأرزاق ، بقطع رواتب - حتى المدرسات - المنتمين لهذه الشريحة الإنسانية ، و الحرب في الرزق أعرفها جيدا ، و أعرف آثارها البشعة ، فقد جربتها شخصيا ، و قد وصل أثرها إلى صحة طفلي ، كما ذكرت في مقال سابق .
لقد كنت أقرأ عن هذا الإضطهاد فأجد أسئلة تثور في خلدي تلقائياً مثل :
هل عدنا إلى أيام يزيد الفهود بن معاوية ، أم عدنا لأيام المتوكل العباسي الذي كان يكره أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ، كرم الله وجهه ، و آل البيت عامة ، كراهية لا حد لها ، و عم بإضطهاده جميع آل البيت ؟؟؟
هل عاد الإضطهاد بناء على النسب ليأخذ هذه الدرجة من الهمجية ؟؟؟
هل إنضم الإضطهاد بناء على النسب إلى قائمة الإضطهادات الأخرى التي تمارس في اليمن ؟؟؟
للأسف في منطقتنا ليس نظام علي عبد الله صالح وحده الذي يمارس الإضطهاد بناء على النسب ، فآل سعود يمارسون ذلك ضد أشراف الحجاز منذ إستولوا على الحجاز ، و عسير ، و قضوا على إستقلال الأشراف ، و آل مبارك يتوجسون خيفة من قبائل الأشراف الحقيقية المنتشرة في ربوع مصر ، فيمارسونه خفية .
سبب أخر جعلني أتعاطف مع الحوثيين ، و أتابع بالتالي نضالهم بإهتمام ، ثم بإعجاب ، إنهم إنتفضوا ضد محاولة الإقتلاع الديني .
لقد إنتفض الحوثيون في مواجهة جهود سوعدة اليمن ، و التي كانت تجري على قدم و ساق ، في جهد محموم لإستئصال كل من الشافعية ، و الزيدية ، كمذهبين ، من قلوب الشعب اليمني .
أليس الشعب المصري ، يواجه نفس التهديد منذ أربعين عام تقريبا ، و إلى اليوم ؟؟؟
ألم يفتح السادات ، ثم آل مبارك ، أبواب مصر ، لسوعدة مصر مذهبيا ، لإستئصال المذاهب التي عرفها ، و آمن بها ، الشعب المصري ؟؟؟
القصة واحدة ، في مصر ، و اليمن ، و باكستان ، الإختلاف فقط في التفاصيل ، لإختلاف البيئات الثقافية ، و معدلات الهجوم ، و درجات الإضطهاد ، و ما إلى ذلك ، و ما أخشاه أن يتوحد المصير .
على إن التعاطف لم يكن وحده هو الدافع لإهتمامي بمتابعة النزاع ، فقد كان هناك الإعجاب .
لقد حارب الحوثيون ببطولة ، و ذكاء ، و أثبتوا إنهم ند قوي ليس فقط لنظام علي عبد الله صالح ، بل و أيضا لقوات آل سعود المسلحة بأحدث العتاد .
فمن ذا الذي لا يعجب بالبطولة ؟؟؟
كذلك خاض الحوثيون حرب إعلامية ، أو حرب علاقات عامة ، بارعة ، فندت إدعاءات آل صالح ، و آل سعود ، و آل خليفة ، و آل مبارك ، فحيدت جهودهم بالتالي الولايات المتحدة الأمريكية ، التي أرادت تلك الأنظمة الأسرية الأربعة جرها لحرب إبادة الحوثيين .
كذلك أقدر خطوتهم الإستراتيجية العبقرية ، بجر آل سعود للنزاع الذي كانوا أحد أسباب إنفجاره ، و غذوا ناره ، بتحريضهم الداخلي ، و الإقليمي ، و الدولي .
لقد جروا آل سعود إلى حرب ، لا يتحملها النظام السعودي ، حرب كان يمكن أن تطول إلى ما لا يتصوره آل سعود ، و ما لا يتحملوه .
لقد كانت المرة الأولى التي يدخل آل سعود ، بدون دعم جيوش غربية ، إلى نزاع عسكري ، منذ تأسست إقطاعية آل سعود .
لقد آذن الحوثيون ، بإنتهاء عصر وقوف آل سعود بعيدا ، في حصانة ، و أمان ، بينما هم وراء أغلب النزاعات ، و الفتن ، الداخلية في المنطقة ، و أحد أهم أسباب المعاناة ، و التخلف ، اللذان تتجرعهما الشعوب الإسلامية .
لقد تعرض الحوثيون للإضطهاد فإستحقوا التعاطف ، و إنتفضوا ضد الظلم ، فإستحقوا الإعجاب ، و عرفوا أهمية شرح موقفهم على الساحة الدولية ، فإستحقوا الإحترام .
على إنني لازلت عند رأيي ، في الإقرار بأن هناك الكثير ، و الكثير ، من الخطوات التي على الحوثيين ، أن يتبنوها ، ليتحولوا إلى نموذج متقدم يمكن الإشارة إليه ، لأنه ينقصهم الكثير في ميادين السياسة ، و الإجتماع ، و الثقافة ، و الإقتصاد ، فنضالهم بشكله الحالي لا يمكن وصفه سوى بإنه نضال لمضطهدين ، و لا يرقى لوصفه بأنه نضال لبناة دول ، و مجتمعات .
الدوافع لذلك التعاطف ، و الإعجاب ، متعددة ، و سأحاول أن أستعرض بعضها في هذا المقال .
الباعث الأول إنساني ، و كان داعي للتعاطف ، و هو ما إرتكبه نظام علي عبد الله صالح من إضطهاد تمييزي بحق شريحة معينة في المجتمع اليمني ، و هم هنا الأشراف ، في منطقة صعدة ، سواء كانوا في صف الحوثيين ، أم لا ، و التي وصلت إلى حد الحرب في الأرزاق ، بقطع رواتب - حتى المدرسات - المنتمين لهذه الشريحة الإنسانية ، و الحرب في الرزق أعرفها جيدا ، و أعرف آثارها البشعة ، فقد جربتها شخصيا ، و قد وصل أثرها إلى صحة طفلي ، كما ذكرت في مقال سابق .
لقد كنت أقرأ عن هذا الإضطهاد فأجد أسئلة تثور في خلدي تلقائياً مثل :
هل عدنا إلى أيام يزيد الفهود بن معاوية ، أم عدنا لأيام المتوكل العباسي الذي كان يكره أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ، كرم الله وجهه ، و آل البيت عامة ، كراهية لا حد لها ، و عم بإضطهاده جميع آل البيت ؟؟؟
هل عاد الإضطهاد بناء على النسب ليأخذ هذه الدرجة من الهمجية ؟؟؟
هل إنضم الإضطهاد بناء على النسب إلى قائمة الإضطهادات الأخرى التي تمارس في اليمن ؟؟؟
للأسف في منطقتنا ليس نظام علي عبد الله صالح وحده الذي يمارس الإضطهاد بناء على النسب ، فآل سعود يمارسون ذلك ضد أشراف الحجاز منذ إستولوا على الحجاز ، و عسير ، و قضوا على إستقلال الأشراف ، و آل مبارك يتوجسون خيفة من قبائل الأشراف الحقيقية المنتشرة في ربوع مصر ، فيمارسونه خفية .
سبب أخر جعلني أتعاطف مع الحوثيين ، و أتابع بالتالي نضالهم بإهتمام ، ثم بإعجاب ، إنهم إنتفضوا ضد محاولة الإقتلاع الديني .
لقد إنتفض الحوثيون في مواجهة جهود سوعدة اليمن ، و التي كانت تجري على قدم و ساق ، في جهد محموم لإستئصال كل من الشافعية ، و الزيدية ، كمذهبين ، من قلوب الشعب اليمني .
أليس الشعب المصري ، يواجه نفس التهديد منذ أربعين عام تقريبا ، و إلى اليوم ؟؟؟
ألم يفتح السادات ، ثم آل مبارك ، أبواب مصر ، لسوعدة مصر مذهبيا ، لإستئصال المذاهب التي عرفها ، و آمن بها ، الشعب المصري ؟؟؟
القصة واحدة ، في مصر ، و اليمن ، و باكستان ، الإختلاف فقط في التفاصيل ، لإختلاف البيئات الثقافية ، و معدلات الهجوم ، و درجات الإضطهاد ، و ما إلى ذلك ، و ما أخشاه أن يتوحد المصير .
على إن التعاطف لم يكن وحده هو الدافع لإهتمامي بمتابعة النزاع ، فقد كان هناك الإعجاب .
لقد حارب الحوثيون ببطولة ، و ذكاء ، و أثبتوا إنهم ند قوي ليس فقط لنظام علي عبد الله صالح ، بل و أيضا لقوات آل سعود المسلحة بأحدث العتاد .
فمن ذا الذي لا يعجب بالبطولة ؟؟؟
كذلك خاض الحوثيون حرب إعلامية ، أو حرب علاقات عامة ، بارعة ، فندت إدعاءات آل صالح ، و آل سعود ، و آل خليفة ، و آل مبارك ، فحيدت جهودهم بالتالي الولايات المتحدة الأمريكية ، التي أرادت تلك الأنظمة الأسرية الأربعة جرها لحرب إبادة الحوثيين .
كذلك أقدر خطوتهم الإستراتيجية العبقرية ، بجر آل سعود للنزاع الذي كانوا أحد أسباب إنفجاره ، و غذوا ناره ، بتحريضهم الداخلي ، و الإقليمي ، و الدولي .
لقد جروا آل سعود إلى حرب ، لا يتحملها النظام السعودي ، حرب كان يمكن أن تطول إلى ما لا يتصوره آل سعود ، و ما لا يتحملوه .
لقد كانت المرة الأولى التي يدخل آل سعود ، بدون دعم جيوش غربية ، إلى نزاع عسكري ، منذ تأسست إقطاعية آل سعود .
لقد آذن الحوثيون ، بإنتهاء عصر وقوف آل سعود بعيدا ، في حصانة ، و أمان ، بينما هم وراء أغلب النزاعات ، و الفتن ، الداخلية في المنطقة ، و أحد أهم أسباب المعاناة ، و التخلف ، اللذان تتجرعهما الشعوب الإسلامية .
لقد تعرض الحوثيون للإضطهاد فإستحقوا التعاطف ، و إنتفضوا ضد الظلم ، فإستحقوا الإعجاب ، و عرفوا أهمية شرح موقفهم على الساحة الدولية ، فإستحقوا الإحترام .
على إنني لازلت عند رأيي ، في الإقرار بأن هناك الكثير ، و الكثير ، من الخطوات التي على الحوثيين ، أن يتبنوها ، ليتحولوا إلى نموذج متقدم يمكن الإشارة إليه ، لأنه ينقصهم الكثير في ميادين السياسة ، و الإجتماع ، و الثقافة ، و الإقتصاد ، فنضالهم بشكله الحالي لا يمكن وصفه سوى بإنه نضال لمضطهدين ، و لا يرقى لوصفه بأنه نضال لبناة دول ، و مجتمعات .
أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد
حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
تاريخ الميلاد في الأوراق
الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام
1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب :
تراث -
ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
17-02-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق