حماس باقية ، ما أبقت قيادها في يد متطرفيها ، و
كبحت معتدليها
كان من أهم المحطات الساخنة في لقاء فضيلة
الشيخ القرضاوي مع البي بي سي العربية ، و الذي أذيع مساء يوم الإثنين الثامن من
فبراير 2010 ، هي فتوى فضيلته بضرورة رجم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن كان
بالفعل أصدر تصريح يحرض على غزو قطاع غزة .
في اللقاء أوضح الشيخ القرضاوي إنه لا يتراجع عن تلك الفتوى إن ثبت فعلاً أن أبو مازن قد أصدر ذلك التصريح .
لكن لم يكن واضحا - لمن لا خلفية له بالموضوع ، خاصة مع عدم إلقاء الضوء في ذلك اللقاء على مضمون التصريح ، و لا على توقيته - هل كان هذا الغزو المشار إليه - بفرض صحة التصريح - يشير إلى غزو فلسطيني - فلسطيني ، أم إنه تحريض من أبو مازن لإسرائيل لغزو القطاع ؟
بالطبع لا يمكن القبول بمبدأ تحريض أي طرف فلسطيني ، لأي طرف أجنبي ، لغزو طرف فلسطيني أخر ، أما الإقتتال الداخلي ، فهذا شيء على رفضنا له ، إلا إننا عهدناه في طول تاريخ العرب ، و المسلمين ، و في الكثير من مراحل التاريخ الفلسطيني المعاصر ، و لم يصدر من قبل من أي عالم إسلامي كبير ، على إمتداد هذا التاريخ الطويل ، أي فتوى تقول برجم أي طرف .
لهذا لنعتبر ، نحن الذين لم نطلع على هذا التصريح الغامض - و أصفه بالغامض ، لأنه برغم تسببه في إصدار فتوى لها صداها للأن ، إلا أن حتى صاحب الفتوى أكد بإنه ليس واثق بأن هذا التصريح صدر بالفعل عن محمود عباس - إنه يعبر عن أقصى الحالات خروجا على مقاييس الوطنية ، و أعني تحريض عباس لإسرائيل لغزو القطاع .
برغم إفتراضنا لصحة التصريح ، و إفتراضنا إنه يعبر عن أقصى حالات الخيانة ، إلا أن السؤال الذي يطفو الأن ، من وجهة النظر الدينية : من أين أتى فضيلته بالرجم كعقوبة لمثل هذه الحالة ؟
و أرجو أن يُلاحظ أن فضيلته إختار أحد أشد أساليب الإعدام ألما ، كعقوبة .
هل إستند فضيلته على نص في الكتاب ، أو السنة ، أو حادثة وردت في السيرة النبوية المشرفة ، أو فتوى شرعية لأحد الأئمة الكبار في حادثة مشابهة ؟؟؟
إنني أتفهم مدى غضب فضيلته - بفرض صحة التصريح ، و أخذه على أكثر الوجوه مساسا بالوطنية - فهذا الغضب لا غبار عليه ، و لكن ما لا يمكن تفهمه ، أن يكون هذا الغضب دافع لإصدار فتوى بلا أساس شرعي ، تسجل عليه .
إنني أهيب بفضيلته أن يتحرز ، أشد التحرز ، قبل إصدار أي فتوى ، أو تصريح ، لأن شخص في مثل مكانته ، تصبح فتاويه محل تقديس عند قطاع لا يستهان به من المسلمين ، و ترتفع عن أن تكون محل تمحيص ، في ظل الجهل الكبير ، و المتنامي ، بالدين .
لو تركنا الناحية الدينية ، و علقنا على الناحية السياسية ، فأستطيع أن أطمئن فضيلته ، بأن حماس باقية في السيطرة على قطاع غزة ، ما أبقت قيادها في يد متشدديها ، و كبحت معتدليها .
قطاع غزة ، هو أخر مكان للنفوذ السياسي لآل مبارك ، و غدا بمثابة حبل سري لذلك النظام ، يربطه بالخارج .
لو سقط القطاع في يد منظمة فتح الفساد ، و تلاشت الفصائل المسلحة التي تنادي بالكفاح المسلح لأي سبب كان من القطاع ، فهذا لن يعني إلا خروج آل مبارك من دائرة الإهتمام الإسرائيلي ، و الأمريكي .
لهذا أغمض نظام آل مبارك عينيه عن إعادة بناء الترسانة العسكرية الحماسية ، قبل أي يشرع في بناء جداره العازل .
آل مبارك أغمضوا أعينهم عن تهريب السلاح في الماضي ، و هم على إستعداد لمواصلة تهريب المزيد منه في المستقبل ، عندما تتغير الظروف السياسية الداخلية الإسرائيلية ، أما ما ينفع المواطن الغزاوي ، و يرفع من وطأة الفقر ، فهو ممنوع ، لأن المعاناة يجب أن تستمر ، لتكون غزة عبرة .
حماس ستكون فقط في خطر من آل مبارك ، و فتح الفساد ، و النظام البعثي السوري ، و معظم الأنظمة العربية ، لو نبذت طريق الكفاح المسلح ، و توقفت عن إنشاد الأناشيد الحماسية ، و علمت إن لكل شيء حدود ، و قررت أن تتحول إلى حزب ديمقراطي إسلامي ، على غرار الأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا ، فتركز على بناء قطاع غزة ليكون مثال ، و على بناء الإنسان الغزاوي ليكون نموذج ، فتستأصل الأمية ، و تحدث التعليم ، و تعمل من أجل الرفاهية ، إلى أخر القائمة التي نفتقدها في منطقتنا .
عندها لن ينتظر آل مبارك تحريض من أحد ، بل هم من سيقومون بغزو القطاع ، لأن في ذلك ليس فقط قطع لحبلهم السري الذي يربطهم بالعالم ، بل و أيضا تحريض على التغيير في مصر ، و بقية العالم العربي ، و دخول المنطقة مرحلة أخرى يصبح آل مبارك ، و أمثالهم ، جزء من تاريخنا المظلم .
في اللقاء أوضح الشيخ القرضاوي إنه لا يتراجع عن تلك الفتوى إن ثبت فعلاً أن أبو مازن قد أصدر ذلك التصريح .
لكن لم يكن واضحا - لمن لا خلفية له بالموضوع ، خاصة مع عدم إلقاء الضوء في ذلك اللقاء على مضمون التصريح ، و لا على توقيته - هل كان هذا الغزو المشار إليه - بفرض صحة التصريح - يشير إلى غزو فلسطيني - فلسطيني ، أم إنه تحريض من أبو مازن لإسرائيل لغزو القطاع ؟
بالطبع لا يمكن القبول بمبدأ تحريض أي طرف فلسطيني ، لأي طرف أجنبي ، لغزو طرف فلسطيني أخر ، أما الإقتتال الداخلي ، فهذا شيء على رفضنا له ، إلا إننا عهدناه في طول تاريخ العرب ، و المسلمين ، و في الكثير من مراحل التاريخ الفلسطيني المعاصر ، و لم يصدر من قبل من أي عالم إسلامي كبير ، على إمتداد هذا التاريخ الطويل ، أي فتوى تقول برجم أي طرف .
لهذا لنعتبر ، نحن الذين لم نطلع على هذا التصريح الغامض - و أصفه بالغامض ، لأنه برغم تسببه في إصدار فتوى لها صداها للأن ، إلا أن حتى صاحب الفتوى أكد بإنه ليس واثق بأن هذا التصريح صدر بالفعل عن محمود عباس - إنه يعبر عن أقصى الحالات خروجا على مقاييس الوطنية ، و أعني تحريض عباس لإسرائيل لغزو القطاع .
برغم إفتراضنا لصحة التصريح ، و إفتراضنا إنه يعبر عن أقصى حالات الخيانة ، إلا أن السؤال الذي يطفو الأن ، من وجهة النظر الدينية : من أين أتى فضيلته بالرجم كعقوبة لمثل هذه الحالة ؟
و أرجو أن يُلاحظ أن فضيلته إختار أحد أشد أساليب الإعدام ألما ، كعقوبة .
هل إستند فضيلته على نص في الكتاب ، أو السنة ، أو حادثة وردت في السيرة النبوية المشرفة ، أو فتوى شرعية لأحد الأئمة الكبار في حادثة مشابهة ؟؟؟
إنني أتفهم مدى غضب فضيلته - بفرض صحة التصريح ، و أخذه على أكثر الوجوه مساسا بالوطنية - فهذا الغضب لا غبار عليه ، و لكن ما لا يمكن تفهمه ، أن يكون هذا الغضب دافع لإصدار فتوى بلا أساس شرعي ، تسجل عليه .
إنني أهيب بفضيلته أن يتحرز ، أشد التحرز ، قبل إصدار أي فتوى ، أو تصريح ، لأن شخص في مثل مكانته ، تصبح فتاويه محل تقديس عند قطاع لا يستهان به من المسلمين ، و ترتفع عن أن تكون محل تمحيص ، في ظل الجهل الكبير ، و المتنامي ، بالدين .
لو تركنا الناحية الدينية ، و علقنا على الناحية السياسية ، فأستطيع أن أطمئن فضيلته ، بأن حماس باقية في السيطرة على قطاع غزة ، ما أبقت قيادها في يد متشدديها ، و كبحت معتدليها .
قطاع غزة ، هو أخر مكان للنفوذ السياسي لآل مبارك ، و غدا بمثابة حبل سري لذلك النظام ، يربطه بالخارج .
لو سقط القطاع في يد منظمة فتح الفساد ، و تلاشت الفصائل المسلحة التي تنادي بالكفاح المسلح لأي سبب كان من القطاع ، فهذا لن يعني إلا خروج آل مبارك من دائرة الإهتمام الإسرائيلي ، و الأمريكي .
لهذا أغمض نظام آل مبارك عينيه عن إعادة بناء الترسانة العسكرية الحماسية ، قبل أي يشرع في بناء جداره العازل .
آل مبارك أغمضوا أعينهم عن تهريب السلاح في الماضي ، و هم على إستعداد لمواصلة تهريب المزيد منه في المستقبل ، عندما تتغير الظروف السياسية الداخلية الإسرائيلية ، أما ما ينفع المواطن الغزاوي ، و يرفع من وطأة الفقر ، فهو ممنوع ، لأن المعاناة يجب أن تستمر ، لتكون غزة عبرة .
حماس ستكون فقط في خطر من آل مبارك ، و فتح الفساد ، و النظام البعثي السوري ، و معظم الأنظمة العربية ، لو نبذت طريق الكفاح المسلح ، و توقفت عن إنشاد الأناشيد الحماسية ، و علمت إن لكل شيء حدود ، و قررت أن تتحول إلى حزب ديمقراطي إسلامي ، على غرار الأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا ، فتركز على بناء قطاع غزة ليكون مثال ، و على بناء الإنسان الغزاوي ليكون نموذج ، فتستأصل الأمية ، و تحدث التعليم ، و تعمل من أجل الرفاهية ، إلى أخر القائمة التي نفتقدها في منطقتنا .
عندها لن ينتظر آل مبارك تحريض من أحد ، بل هم من سيقومون بغزو القطاع ، لأن في ذلك ليس فقط قطع لحبلهم السري الذي يربطهم بالعالم ، بل و أيضا تحريض على التغيير في مصر ، و بقية العالم العربي ، و دخول المنطقة مرحلة أخرى يصبح آل مبارك ، و أمثالهم ، جزء من تاريخنا المظلم .
أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد
حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
تاريخ الميلاد في الأوراق
الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام
1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب :
تراث -
ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
15-02-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق