دلالات الإنجاز
الحوثي
لو إستخدمت
نفس أسلوب و معايير الإعلام السلطوي في الدول العربية ، لوصفت الهدنة الحالية في
اليمن ، بالإنتصار الحوثي ، و لكني واقعي ، و أرى أن الوصف الأدق لما وصل إليه مجرى
الأحداث للأن ، هو : الإنجاز الحوثي .
لأنه بالفعل إنجاز على الكثير من الأصعدة ، و لهذا الإنجاز الكثير من العلامات ، المدلولات .
من الناحية العسكرية هو إنجاز ، فقد حارب الحوثيون على جبهتين ، و ضد قوات نظامية ، في آن واحد ، و ربما ينظر البعض على أن الإقدام على فتح جبهتين في نفس الوقت كان خطأ عسكري وقعت فيه القيادة الحوثية ، و لكن ما أراه إنه في ذلك النزاع كانت تلك الخطوة نجاحة ، فبعد إنخراط آل سعود في الحرب ، من وراء الستار ، بتقديم دعم ، مالي ، و عسكري ، مكشوف لنظام علي عبد الله صالح ، و تشويه إعلامي سبق أن أشرت إليه في مقال سابق ، و إستعداء طائفي سافر ، و تحريض الولايات المتحدة الأمريكية ، كل هذا من أجل سحق الحوثيين ، كان من الصواب تصعيد مستوى النزاع ، و جر النظام السعودي للحرب التي يثير نارها ، ليكتوي بها .
و ليثبت مع الوقت أن جيش آل سعود ليس إلا كومة قش ، فبعد أن أسمع آل سعود المنطقة ، بصوت واثق ، عن ضرورة إنسحاب القوات الحوثية ليس فقط من أراضي آل سعود ، بل و من حزام حدودي ، حددوا عمقه بعشرة كيلومترات داخل الأراضي اليمنية - و كأنه لا يكفي آل سعود ما سبق و أن إستولوا عليه من الأراضي اليمنية في القرن الماضي - توالت علينا ، أثناء إحتدام الحرب ، التصريحات السعودية بالقضاء على الوجود الحوثي في أراضي آل سعود ، فكان في كل تصريح يصدر الدليل على كذب التصريح السعودي الذي سبقه .
أما على الصعيد السياسي ، كانت هناك أيضا إنجازات ، و كذلك تحولات ، و دلالات .
لقد نجح الحوثيون في كشف كذب إدعاءات نظام علي عبد الله صالح ، الذي وصفهم إعلامه بإنهم صوت مأجور من الماضي ، يريد إعادة العقارب للوراء ، فأثبتوا إنهم صوت يمني من الحاضر اليمني ، بمشاكله التي يكتوي بها المواطن اليمني ، من خلال تبنيهم لبعض المطالب الإنصافية العامة ، التي هي مطلب كل يمني ، و إصرارهم على إنهم لا علاقة لهم بمنظمات الإرهاب ، و لا بأي نظام خارجي إقليمي ، و إنهم لا يريدون المساس بالمصالح الحيوية للدول الأخرى .
على إن هناك الكثير ، و الكثير ، من الخطوات ، التي يجب أن يقوم به التيار الحوثي ، و ذلك على الصعيد الداخلي اليمني ، و في ميدان العلاقات الخارجية ، ليتحول إلى تيار يمني عام مؤثر ، يمثل قيم العدالة ، و الديمقراطية ، و هذا يحتاج لتفصيل ليس مكانه هذا المقال ، و لكن لا بأس من إيراد مثال لأحد هذه الخطوات المطلوبة ، كتحويل حركتهم من حركة ذات صبغة محدودة في بنيانها ، إلى حركة عامة ، مفتوحة لكل يمني يريد التغيير للأفضل ، تمد أذرعتها السياسية لكافة المناطق اليمنية .
أيضا كان للصراع الذي جرى على الأراضي اليمنية ، و أراضي إقطاعية آل سعود ، مدلولات هامة لمن يريد دراسة السياسة الأمريكية في المنطقة .
لقد ثبت أن للولايات المتحدة الأمريكية نظرتها ، و تقييمها ، الخاصين ، للأمور ، و إنها لا تمشي مغمضة العينين وراء إدعاءات الأنظمة الصديقة لها في المنطقة .
لقد أصر النظام السعودي ، و كذلك البحريني ، على أن الحوثيين يتلقون دعم مالي ، و عسكري ، إيراني ، و لكن الولايات المتحدة نفت أن يكون لديها دليل على ذلك ، في مؤتمر عقد بالبحرين ، فكان في ذلك لطمة للأنظمة التي ما إنفكت تحرض الولايات المتحدة على المشاركة في عملية الفتك بالحوثيين ، مثل آل سعود ، و آل خليفة ، و آل مبارك .
كذلك لم تصدق الولايات المتحدة أكاذيب الأنظمة الثلاثة السابق ذكرها عن تعاون إرهابي حوثي - قاعدي .
أخيراً ما ثبت مؤخراً عن ضغط أمريكي على نظام علي عبد الله صالح لعقد الهدنة الحالية .
المواقف الأمريكية في هذا النزاع ، المناقضة لمواقف الأنظمة الصديقة لها ، دليل على إنه ليس بالضرورة أن تكون المواقف الرسمية للأنظمة الصديقة للولايات المتحدة ، مطابقة للمواقف الأمريكية ، و هذه الحقيقة يجب أن يعيها ، و يضعها في حساباته ، كل تيار سياسي معارض في منطقتنا ، سواء كان يتماشى مع السياسة الأمريكية ، أو يعارضها .
لا أتمنى أن تستمر الحرب الداخلية في اليمن ، و لكن معرفة الواقع تؤكد بأن تلك الهدنة ، مهما طال أمدها ، فهي مؤقتة ، لأن الأنظمة الإستبدادية ، الفاسدة ، تريد دائما أعداء ، و نزاعات ، و قلاقل ، لكي تستمر على قيد الحياة ، و نظام علي عبد الله صالح ، و أي نظام يمني أخر على شاكلته ، أحوج ما يكون لكل هذا ، في ظل الظروف الداخلية اليمنية الحالية ، و المؤشرات اليمنية المستقبلية .
نظام علي عبد الله صالح ، لا يريد إستئصال القاعدة ، فهي مصدر خير له ، و لكن يهمه إستئصال كل معارضة داخلية ، لا تشكل خطر على المصالح الحيوية للدول الكبرى ، و لكن تشكل خطر عليه .
لأنه بالفعل إنجاز على الكثير من الأصعدة ، و لهذا الإنجاز الكثير من العلامات ، المدلولات .
من الناحية العسكرية هو إنجاز ، فقد حارب الحوثيون على جبهتين ، و ضد قوات نظامية ، في آن واحد ، و ربما ينظر البعض على أن الإقدام على فتح جبهتين في نفس الوقت كان خطأ عسكري وقعت فيه القيادة الحوثية ، و لكن ما أراه إنه في ذلك النزاع كانت تلك الخطوة نجاحة ، فبعد إنخراط آل سعود في الحرب ، من وراء الستار ، بتقديم دعم ، مالي ، و عسكري ، مكشوف لنظام علي عبد الله صالح ، و تشويه إعلامي سبق أن أشرت إليه في مقال سابق ، و إستعداء طائفي سافر ، و تحريض الولايات المتحدة الأمريكية ، كل هذا من أجل سحق الحوثيين ، كان من الصواب تصعيد مستوى النزاع ، و جر النظام السعودي للحرب التي يثير نارها ، ليكتوي بها .
و ليثبت مع الوقت أن جيش آل سعود ليس إلا كومة قش ، فبعد أن أسمع آل سعود المنطقة ، بصوت واثق ، عن ضرورة إنسحاب القوات الحوثية ليس فقط من أراضي آل سعود ، بل و من حزام حدودي ، حددوا عمقه بعشرة كيلومترات داخل الأراضي اليمنية - و كأنه لا يكفي آل سعود ما سبق و أن إستولوا عليه من الأراضي اليمنية في القرن الماضي - توالت علينا ، أثناء إحتدام الحرب ، التصريحات السعودية بالقضاء على الوجود الحوثي في أراضي آل سعود ، فكان في كل تصريح يصدر الدليل على كذب التصريح السعودي الذي سبقه .
أما على الصعيد السياسي ، كانت هناك أيضا إنجازات ، و كذلك تحولات ، و دلالات .
لقد نجح الحوثيون في كشف كذب إدعاءات نظام علي عبد الله صالح ، الذي وصفهم إعلامه بإنهم صوت مأجور من الماضي ، يريد إعادة العقارب للوراء ، فأثبتوا إنهم صوت يمني من الحاضر اليمني ، بمشاكله التي يكتوي بها المواطن اليمني ، من خلال تبنيهم لبعض المطالب الإنصافية العامة ، التي هي مطلب كل يمني ، و إصرارهم على إنهم لا علاقة لهم بمنظمات الإرهاب ، و لا بأي نظام خارجي إقليمي ، و إنهم لا يريدون المساس بالمصالح الحيوية للدول الأخرى .
على إن هناك الكثير ، و الكثير ، من الخطوات ، التي يجب أن يقوم به التيار الحوثي ، و ذلك على الصعيد الداخلي اليمني ، و في ميدان العلاقات الخارجية ، ليتحول إلى تيار يمني عام مؤثر ، يمثل قيم العدالة ، و الديمقراطية ، و هذا يحتاج لتفصيل ليس مكانه هذا المقال ، و لكن لا بأس من إيراد مثال لأحد هذه الخطوات المطلوبة ، كتحويل حركتهم من حركة ذات صبغة محدودة في بنيانها ، إلى حركة عامة ، مفتوحة لكل يمني يريد التغيير للأفضل ، تمد أذرعتها السياسية لكافة المناطق اليمنية .
أيضا كان للصراع الذي جرى على الأراضي اليمنية ، و أراضي إقطاعية آل سعود ، مدلولات هامة لمن يريد دراسة السياسة الأمريكية في المنطقة .
لقد ثبت أن للولايات المتحدة الأمريكية نظرتها ، و تقييمها ، الخاصين ، للأمور ، و إنها لا تمشي مغمضة العينين وراء إدعاءات الأنظمة الصديقة لها في المنطقة .
لقد أصر النظام السعودي ، و كذلك البحريني ، على أن الحوثيين يتلقون دعم مالي ، و عسكري ، إيراني ، و لكن الولايات المتحدة نفت أن يكون لديها دليل على ذلك ، في مؤتمر عقد بالبحرين ، فكان في ذلك لطمة للأنظمة التي ما إنفكت تحرض الولايات المتحدة على المشاركة في عملية الفتك بالحوثيين ، مثل آل سعود ، و آل خليفة ، و آل مبارك .
كذلك لم تصدق الولايات المتحدة أكاذيب الأنظمة الثلاثة السابق ذكرها عن تعاون إرهابي حوثي - قاعدي .
أخيراً ما ثبت مؤخراً عن ضغط أمريكي على نظام علي عبد الله صالح لعقد الهدنة الحالية .
المواقف الأمريكية في هذا النزاع ، المناقضة لمواقف الأنظمة الصديقة لها ، دليل على إنه ليس بالضرورة أن تكون المواقف الرسمية للأنظمة الصديقة للولايات المتحدة ، مطابقة للمواقف الأمريكية ، و هذه الحقيقة يجب أن يعيها ، و يضعها في حساباته ، كل تيار سياسي معارض في منطقتنا ، سواء كان يتماشى مع السياسة الأمريكية ، أو يعارضها .
لا أتمنى أن تستمر الحرب الداخلية في اليمن ، و لكن معرفة الواقع تؤكد بأن تلك الهدنة ، مهما طال أمدها ، فهي مؤقتة ، لأن الأنظمة الإستبدادية ، الفاسدة ، تريد دائما أعداء ، و نزاعات ، و قلاقل ، لكي تستمر على قيد الحياة ، و نظام علي عبد الله صالح ، و أي نظام يمني أخر على شاكلته ، أحوج ما يكون لكل هذا ، في ظل الظروف الداخلية اليمنية الحالية ، و المؤشرات اليمنية المستقبلية .
نظام علي عبد الله صالح ، لا يريد إستئصال القاعدة ، فهي مصدر خير له ، و لكن يهمه إستئصال كل معارضة داخلية ، لا تشكل خطر على المصالح الحيوية للدول الكبرى ، و لكن تشكل خطر عليه .
أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد
حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
تاريخ الميلاد في الأوراق
الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام
1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب :
تراث -
ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
13-02-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق