السبت، 9 فبراير 2013

الحرب الدينية ، لو قامت ، فلن تكون إلا إسلامية - إسلامية

الحرب الدينية ، لو قامت ، فلن تكون إلا إسلامية - إسلامية

بالتأكيد أدين ضم إسرائيل الحرم الإبراهيمي ، و مسجد بلال ، رضي الله عنه ، لقائمة التراث الإسرائيلي ، و لكن مقالي هذا ليس هدفه الوحيد هو الإدانة ، وإنما أيضا التعليق على تعليق جانبي ، صدر كجزء من رد الفعل الفلسطيني الرسمي ، ممثل في رئيس السلطة الفلسطينية ، محمود عباس .
الرئيس الفلسطيني خوف من أن الإجراء الإسرائيلي سيقود إلى حرب دينية ، و بديهي إنه يعني حرب دينية إسلامية - يهودية ، فهل فعلاً هذا الإحتمال وارد ؟؟؟
إجابتي هي : لا ، و أسبابي سأضغطها في نقاط قليلة :
أولاً : تقلص الجو التحريضي الرسمي في الدول المنعوتة بالمعتدلة ، ضد اليهودية كديانة ، و اليهود كأتباع لهذه الديانة ، بعض تغير موقف الولايات المتحدة ، و إصرارها على توقف تلك الأنظمة عن الحديث بلسانين ، لسان الإعتدال للخارج ، و لسان التحريض في الداخل ، و كانت النتيجة على سبيل المثال ، إختفاء المسيرات التي كانت تنعت اليهود بأحفاد القردة ، و الخنازير ، و أصبح مبارك الأب يذكر اليهود المصريين ، في خطاباته الرسمية ، بعد ذكر المسلمين ، و المسيحيين ، المصريين .
ثانيا : تغير مواقف الكثير من رجال الدين ، و تشديدهم الأن على الموقف الإسلامي الصحيح تجاه الديانة اليهودية ، و لو رجعنا لموقف أشهر رجل دين سني في الوقت الحاضر ، و أعني فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي ، في برنامج في الصميم ، بالبي بي سي العربية ، في الثامن من فبراير 2010 ، سنجد بوضوح تشديده على الإعتراف الإسلامي باليهودية كديانة ، و عدم رفضه الشخصي لمصافحة ، و الجلوس مع ، رجال الدين اليهودي ، بشرط عدم إعترافهم بإسرائيل ، و هذا الشرط - كما هو واضح - شرط سياسي ، و ليس ديني .
ثالثاً : التغيرات الحادثة داخل بعض الجماعات السياسية ، ذات الصبغة الإسلامية ، و بروز تيارات الإعتدال بها ، أو ما يعرف بالتيارات الإصلاحية ، التي أصبحت تشدد على إعتراف الإسلام باليهودية ، و المسيحية ، كديانتين سماويتين ، و عدم رفض تلك التيارات لحقوق المواطنة ، لليهود في البلدان ذات الغالبيات الإسلامية ، مثل مصر .
رابعا : الشارع العربي ، و الإسلامي ، و هو الأهم في كل تلك العوامل ، لأن المفترض أن يكون هو جندي الميدان في تلك الحرب ، التي خوف محمود عباس العالم من نشوبها ، بإعتبار أن رجال الدين ، هم المحرك ، أو المحرض ، و جماعات الإسلام السياسي ، هي القيادة ، الإستراتيجية ، و الميدانية ، في تلك الحرب .
الشارع العربي ، و الإسلامي ، بعيد كل البعد عن التفكير في تلك الحرب ، و الدليل أن تلك الحرب لم تقم بعد أحداث أكثر شدة ، و خطورة ، مثل عند إحتلال إسرائيل للقدس في 1967 ، و بعد حريق المسجد الأقصى ، و بعد إعلان إسرائيل عن ضم القدس بأكملها لها ، و إعلانها إنها - أي القدس بأكملها - عاصمة أبدية لإسرائيل .
خامساً : إنعدام التنافس بين الديانتين ، الإسلام ، و اليهودية ، على كسب المعتنقين ، لأن اليهودية ، بصفة تكاد تكون عامة ، و إن كانت ديانة غير مغلقة ، إلا إنها في الوقت الحاضر ليست ذات طبيعة تبشيرية ، بعكس ما كانت عليه في العصر الإغريقي - الروماني على سبيل المثال ، أما الإسلام فرغم سعيه لكسب المزيد من المعتنقين ، إلا أن هناك إحجام إسلامي عن الدعوة بين اليهود ، ربما لأسباب أمنية ، أو نفسية .
الحرب الدينية ، الإسلامية - اليهودية ، لن تقع اليوم ، و ليست هناك مؤشرات ، و لو ضعيفة ، لإحتمال وقوعها في القريب العاجل ، و لا في المدى المتوسط ، و لو بقيت الأحوال كما هي ، أي حتى بدون إستكمال مسيرة الإعتدال ، فيمكن الجزم بإنها لن تقع في المدى البعيد كذلك ، و نحن يجب أن نرتاح لذلك ، لإننا يجب أن نكون ضد أي حرب دينية ، و الخلاف الفسطيني - الإسرائيلي ، يجب أن يظل في إطاره السياسي ، فلا يخرج عنه ليرتدي عباءة دينية ، لإننا كمسلمين ، يجب أن نظل محافظين على أحد أهم ما لدينا ، و هو إعترافنا بالديانتين ، المسيحية ، و اليهودية ، كديانتين كتابيتين ، سماويتين .
الحرب الدينية ، لو قامت ، في الشرق الأوسط ، فلن تكون إلا حرب داخلية ، أي إسلامية - إسلامية ، لأن كل المؤشرات تدل على أن هناك مخططات رسمية من داخل المنطقة لإفتعالها ، و الإرهاب ، شبه اليومي في العراق ، و الوضع الهش في اليمن ، و التوتر في البحرين ، و تصريحات بعض رجال الدين للأسف ، وبعض الحكام ، كلها تؤدي لزيادة التوتر الإسلامي الداخلي .
التركيز يجب أن يكون على إبطال مخططات إحراق المنطقة ، في حرب طائفية إسلامية .
هدفنا يجب أن يكون دائما السلام ، ليس فقط بين أبناء ديانات المنطقة ، و لكن أيضا بين أبناء الطوائف ، و المذاهب ، داخل نفس الديانة .
 

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
28-02-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق