الأحد، 10 فبراير 2013

أغبياء ، لا يعلمون على من ستدور الدوائر

أغبياء ، لا يعلمون على من ستدور الدوائر
مهما إختلف القراء حول معاوية بن أبي سفيان ، فلا أشك بأن تسعين بالمائة منهم يتفقون على إنه داهية من دهاة العرب في كل وقت .
كيف ، و في ما ، إستخدم دهاءه ، هذا هو موضع الخلاف ، و الذي يصطبغ بصبغة طائفية ، و هذا على العموم ليس موضع حديثي .
حديثي الأن عن فقرة من نصيحة ، أو وصية ، معاوية لولده يزيد في كيفية التعامل مع شعوب الدولة الإسلامية المترامية الأطراف ، و هي الفقرة التي تتعلق بالعراق ، و التي مضمونها أن يطيع أهل العراق في كل مرة يطلبون تغيير واليهم ، و لو كان ذلك يوميا ، فهذا خير من أن تسل مائة ألف سيف ، لا يعلم على من ستدور الدوائر .
معاوية لم يكن فلتة بين العرب في دراسته لشخصية الشعوب ، و الأفراد ، لأنها صفة عرفت عن العرب ، فها هو أحد علماء الحملة الفرنسية ، يقول في كتاب وصف مصر ، عن مشايخ القبائل العربية القاطنة بمصر : و تقتضي مصالح أمن هؤلاء العرب أن يقوم شيوخهم بدراسة أخلاق و طباع حكام الدول المجاورة ، و كنا على الدوام ندهش من صواب أحكامهم . وصف مصر ، الجزء الثاني ، صفحة 276 ، الطبعة الثانية ، ترجمة زهير الشايب .
معاوية الداهية درس شخصية الشعوب التي تقطن الإمبراطورية التي يريد توريث الحكم فيها لولده ، فعرف شخصياتها في ذلك الوقت ، و رأى أن أهل العراق ، في زمانه ، ثوريين ، فطلب من ولده عدم العناد معهم ، و عرف أن أهل بلاد الشام - في زمانه أيضا - أهل طاعة ، فطلب منه أن يبقي جند الشام ، في وقت عدم الحاجة ، في بلادهم ، حتى لا تنقلب شخصياتهم ، من الطاعة ، إلى التمرد .
يلاحظ أن إنني شددت في العبارة السابقة على ربط شخصية الشعب بالزمن ، لإنني أؤمن بأن شخصيات الشعوب ليست أمر غريزي ، وراثي ، ثابت ، و الدليل إن أهل العراق الذين أخافوا معاوية ، و خاف من ثوريتهم على ولده ، خضعوا بعد سنوات للحجاج بن يوسف الثقفي ، و نعرف من الحجاج ، و السوريين الذين عرفوا بالطاعة زمن معاوية ، أصبحت بلادهم مسرح للثورات ، الشعبية ، و المسلحة ، ثم للإنقلابات العسكرية المتتالية ، في فترة ما من القرن العشرين .
و ما ينطبق على أهل العراق ، و سكان بلاد الشام ، ينطبق على الشعب المصري .
أسرة مبارك تصر على أن تتعامل مع الشعب المصري على إنه شعب غير ثوري .
فهي لا تدري بالتاريخ الثوري المصري ، و لا ترى إلا فترات الخضوع ، و لا تريد أن تقرأ الواقع الحالي لتعرف أن القلوب قد بلغت الحناجر ، و أن الصامت من أفراد الشعب اليوم ، واعي بحاله ، و يعرف من المتسبب فيه ، و إن إلتزم بالصمت الأن .
إنها تتصور أن القوة هي مفتاح كل شيء ، فهي ينقصها دهاء معاوية الذي لم تكن تنقصه الجيوش ، و العيون ، و تفتقد لحكمة عرب الصحراء .
غباء متناهي يشغل ثنايا عقول تلك الأسرة ، و تدل عليه عقليات أعوانها ، الذين طلبوا مؤخرا إطلاق النار على المتظاهرين .
إنهم يدفعون بمصر لنفس السيناريو الإيراني : تظاهرات ، و إطلاق نار ، و شهداء للحرية ، يعقبها جنازات شعبية ، ثم تظاهرات ، … إلخ ، و تستمر نفس العجلة في الدوران ، و لكن بقطر أكبر في كل دورة ، و النهاية نجدها في كتاب التاريخ ، في صفحة فبراير 1979 ، إلا لو حدث و تدخل الجيش المصري ، بإنقلاب عسكري ، سواء من تلقاء نفسه ، أو بإيعاز من الولايات المتحدة ، لتفادي السيناريو الإيراني .
لهذا أكررها : أغبياء ، أغبياء ، لأن التصعيد لا يفيد إلا الثورة ، و لم يكن أبدا في صالح الطغاة .
لقد نصحت أعضاء السلك الأمني بألا يطلقوا النار ، في مقال بعنوان : لا تطلق النار ، الدرس القرغيزي الثاني ، نشر هذا الشهر ، إبريل 2010 ، و لكن إن أصر النظام الحاكم على إطلاق النار ، فإننا نقول له : مرحى بالتصعيد ، نضالنا سلمي ، و أنت ، و أعوانك ، الخاسرين في نهاية المطاف ، و سنرى على من ستدور الدوائر .

20-04-2010
ملحوظة دائمة : أرجو من القارئ الكريم تجاهل التلاعبات الأمنية الصبيانية ، سواء في النص ، أو في هجاء الكلمات ، مع ملاحظة أن هذه التلاعبات تكثر في بدايات ، و نهايات ، المقالات ، و ليكن التركيز دائما على الأفكار .
كذلك في مقال : لا يا توماس ، الديمقراطية مارسناها قبل 2003 ، سقطت كلمة : لميلاد ، في عبارة : الديمقراطية لم نعرفها نظريا فقط ، بل مارسناها منذ تسعين عاما تقريبا ، و سنحصل عليها بمشيئة الله قبل أن تحل الذكرى المئوية الأولى لديمقراطيتنا الأولى .
و الصواب : قبل أن تحل الذكرى المئوية الأولى لميلاد ديمقراطيتنا الأولى .
هذا مثال على التلاعب الأمني بالحذف ، فالعبارة بعد التلاعب ، من الممكن أن يفهم منها قولي بأن الديمقراطية ستأتي قبل الذكرى المئوية الأولى لوفاة ديمقراطيتنا الأولى ، و يصبح الأمر ، و كأنني أوافق أحمد نظيف في تصريحه الشهير في 2005 ، بالولايات المتحدة ، حين صرح بأن الديمقراطية ستأتي لمصر بعد ثلاثين ، أو أربعين ، عاما .
واهمون .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء

الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني

تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969

المنفى القسري : بوخارست - رومانيا

حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر


20-04-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق