الأحد، 10 فبراير 2013

للإخوان : هناك ما هو أكبر من غزة

للإخوان : هناك ما هو أكبر من غزة

مهما تحدثنا عن التجربة التركية منذ أن تولى حزب العدالة و التنمية سدة السلطة هناك ، أو أشدنا بها ، فإن تلك التجربة تظل تجربة محلية ، أي تركية ، و أي نجاح تحقق خلالها يظل نجاح للديمقراطية التركية ، و ليست العربية .
نعم تظل تلك الإنجازات مثال جيد لما يمكن أن تحققه التجربة الديمقراطية الإسلامية ، أو الديمقراطية ذات النكهة الإسلامية ، و لكنها تظل محصورة بتركيا ، في ظل الإختلاف البين للواقع التركي عن جاره القريب العربي .
ليس حزب العدالة و التنمية التركي هو أول حزب إسلامي ، أو ذا صبغة إسلامية ، يصل إلى السلطة في بلد ذا أغلبية إسلامية ، هناك من قبل حزب الشعب الباكستاني ، و هو الحزب الذي كان ينتمي في حياة مؤسسه ذو الفقار علي بوتو إلى التيار الإسلامي الإشتراكي ، و هناك من وصل للسلطة و هو أكثر إصطباغا بالصبغة الإسلامية من أردوغان ، و من ذو الفقار علي بوتو ، و أعني نواز شريف ، في باكستان .
لكن لم يعتبر أحد إن وصول ذو الفقار ، أو نواز ، للسلطة في باكستان ، على إنه بشير بالديمقراطية في البلدان العربية ، لإدراك العرب ، و العالم ، الإختلاف بين باكستان و معظم البلدان العربية .
إذا لا يجب أن نقيم التجربة الديمقراطية الإسلامية التركية بأكبر من وزنها ، من حيث التأثير على مستقبل الديمقراطية الإسلامية العربية ، و الديمقراطية العربية عموما .
الكل يعلم أن أحد العوائق لولادة الديمقراطية في دول عربية مثل مصر ، و سوريا ، و الجزائر ، في هذا العصر ، هو الخوف العالمي من التيار السياسي الإسلامي ، و بالتالي يبقى جزء كبير من الحل ، أو من المسئولية عن تأخر ولادة الديمقراطية العربية ، في يد التيار السياسي الإسلامي .
الإخوان المسلمون جزء من ذلك التيار ، بل هم أغلب ذلك التيار في مصر ، و سوريا ، و فلسطين ، و الأردن ، و حماس هي جزء من الإخوان المسلمين ، و على حماس يقع العبء الأكبر ، لأنها وصلت للسلطة بالفعل ، و لازالت لها سلطة ، و لو في جزء صغير ، و أعني قطاع غزة .
فشل حماس ، فشل للتجربة الديمقراطية الإسلامية ، و تأخير لميلاد الديمقراطية في بعض البلدان العربية ، و العكس صحيح ، فنجاحها سوف يحطم الفزاعة التي صنعتها الأنظمة الإستبدادية العربية للتخويف من الديمقراطية التي ستأتي بالتطرف ، و التهور ، و الرعونة ، للحكم .
على حماس أن تدرك بأن مصالحها لا تتطابق دائما مع النظام الحاكم في مصر ، الذي على إستعداد لإمدادها بالصواريخ ، و المتفجرات ، و بفضله إستعادت ترسانتها العسكرية ، و زادت ، عما كانت عليه قبل حرب غزة ، و لكنه ليس على إستعداد لإرسال الحليب للأطفال ، و الدواء للمرضى ، و المال اللازم لإستمرار دولاب الحياة اليومية في العمل براحة ، ناهيك عن تحقيق أي نمو إقتصادي .
إنه يريد أن يظل التيار السياسي الإسلامي موصوم بوصمة العنف ، و التطرف ، و إنه - أي التيار السياسي الإسلامي - قادر على الوصول للحكم بسهولة ، و لكنه فاشل في إدارة دولاب الحكم .
و النظام السوري الذي يأوي جزء من قيادة حماس ، لا يختلف عن نظيره المصري .
كلاهما يخافان من التيار الديمقراطي الإسلامي ، و الكل يعلم هذه الحقيقة .
إذا على التيار الإخواني عموما أن يرسم سياساته بعيدا عن النظامين ، المصري ، و السوري ، و أن يدرك بأن هذين النظامين يستخدمانه لمصالحهما ، و التي تتضارب مع مصلحة الديمقراطية الإسلامية خصوصا ، و الديمقراطية العربية بكل أطيافها عموما .
على حماس ، و بقية الإخوان ، أن يفصلوا أنفسهم عن أعدائهم ، و أن يدركوا بأن عليهم الإنتقال في قطاع غزة من العنف ، إلى بناء دولة تكون نموذج ناجح للديمقراطية الإسلامية ، و أن ذلك ممكن بدون أي دعم مادي من الأنظمة العربية الإستبدادية ، و على رأسها أنظمة آل سعود ، و آل الأسد ، و آل مبارك ، و لا يتسع الحيز لتفصيل ذلك .
على الإخوان أن يدركوا بأن النجاح في الوصول للحكم في غزة ، لا يجب أن يكون لهم هو نهاية المطاف في السباق على السلطة ، و الذي هو حق شرعي - و أعني التسابق على السلطة - لأي تنظيم سياسي ديمقراطي يؤمن بأن الفيصل هو صندوق الإقتراع ، و أن إعطاء العالم إشارة قوية بأن هناك تيار ديمقراطي إسلامي قادر على تحقيق الرفاهية للشعوب التي يحكمها ، بنفس قدرته على الفوز في الإنتخابات ، سوف يسهل الوصول للديمقراطية في بلدان عربية أخرى ، و غزة هي الفرصة لإثبات ذلك .
يجب كسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها الشعب المصري .
حلقة محيطها الفقر ، و محورها الإستبداد .

01-05-2010


ملحوظة دائمة : أرجو من القارئ الكريم تجاهل التلاعبات الأمنية الصبيانية في المقالات ، و التي تشمل التلاعب في طريقة كتابة الكلمات ، و في النص بالحذف ، و الإضافة ، تلك التلاعبات التي تكثر في بدايات ، و نهايات المقالات ، و في النقاط المركزية فيها ، و ليكن التركيز دائما على الأفكار الواردة في المقالات .


أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء

الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني

تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969

المنفى القسري : بوخارست - رومانيا

حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر


01-05-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق