الأحد، 10 فبراير 2013

ما الذي يدفعهم للإخلاص لأوباما ، بعد أن طعنوا كلينتون في ظهره ؟

ما الذي يدفعهم للإخلاص لأوباما ، بعد أن طعنوا كلينتون في ظهره ؟

عشرة أعوام ستمر عما قريب على فشل محادثات عرفات - باراك - كلينتون في كامب ديفيد ، على إنني لا أكتب هذا المقال من أجل إحياء ذكرى محادثات فشلت ، و لكن للوصول لحل في الحاضر ، أو المستقبل القريب ، و لكي يصل الفلسطينيون إلى حل ، فإنه من الواجب أن نعلم رأيهم في محادثات عام 2000 ، و الرأي الفلسطيني في مشروع السلام الذي طرح خلال تلك المحادثات هو الذي يعنينا فقط .
مرفوض تصويت غير الفلسطيني .
السؤال لكل فلسطيني الأن ، في 2010 :
هل تتحسر على فشل تلك المحادثات الأن ، بعد مرور عقد تقريبا على فشلها ؟
أو : هل تعتبر الأن أن المشروع الذي طرح في تلك المحادثات كان أفضل مما وصل إليه الحال اليوم ، بعد إنتفاضة مسلحة ، و جدار عازل ، و مستوطنات إستفحلت ، حتى أصبحت تمزق أوصال الضفة الغربية ؟
أو : هل تعتقد أن التسوية النهائية لو تحققت الأن ، أو في المستقبل القريب ، فإنها لن تخرج عن الأطر الأساسية لمحادثات عام 2000 ، خاصة فيما يخص القضايا الأساسية مثل : القدس ، و موضوع تبادل الأراضي ، و اللاجئين ، و الأمن … إلخ ؟
إذا كانت الإجابة بنعم على أي سؤال من تلك الأسئلة ، و التي هي في الجوهر سؤال واحد لكن يأخذ عدة أشكال ، و بأغلبية ساحقة ، مع ملاحظة أن تلك الأسئلة موجهة للفلسطينيين فقط ، لأن الوصاية المادية ، و المعنوية ، كانت سبب أساسي فيما وصل إليه الوضع الفلسطيني الحالي ، بدون إخلاء الطرف الفلسطيني من المشاركة في المسئولية ، فإننا يجب أن نلوم من تسبب في فشل تلك المحادثات ، بل و يجب أن يكون هناك ما هو أكثر من اللوم ، لأن الخسائر الفلسطينية كانت فادحة على كل صعيد .
بالطبع اللوم سيقع أول ما يقع على عرفات ، و لكن لو كان عرفات هو المسئول وحده عن الفشل لكنا نتحدث عن التاريخ ، و لكان هذا المقال هدفه التأنيب ، و طلب الإعتبار من أخطاء الماضي ، و لكني لم أكتب هذا المقال لهذه الأغراض بشكل أساسي ، كما ذكرت عالية ، و إن جاءت بالتأكيد في المضمون ، و لكنها تأتي ، في رأيي ، بشكل عرضي ، لأن الغرض الأساسي هو الحاضر ، و المستقبل ، بإزالة عقبات تحقيق السلام ، و التي كانت السبب في فشل عام 2000 ، و ستكون السبب في فشل عام 2010 ، و ما بعده ، لو لم يتم إزالتها .
إنها الأنظمة العربية الصديقة للولايات المتحدة ، و المنعوتة بالمعتدلة ، و التي تعتبرها الإدارات الأمريكية المتعاقبة صمام أمان في المنطقة ، و إنه لا سلام بدونها .
أوباما الممتلىء طموح ، و حماس ، و الذي تملئه الثقة بعد تمرير مشروع الضمان الصحي ، بعد معركة طويلة مجهدة ، و الذي وقع للتو إتفاق مع روسيا بشأن السلاح النووي ، الأن يركز على قضية الشرق الأوسط ، و لكنه و رغم إنه وصل للمكتب البيضاوي محمولاً على شعار التغيير ، يخوض معركته لإقرار تسوية نهائية للقضية الفلسطينية بنفس الوسائل القديمة ، التي خاض بها من قبل بيل كلينتون معركته ذاتها ، و التي لم يخضها فقط في صيف عام 2000 ، بل ظل لأخر شهر في ولايته الثانية يطمح للوصول إلى تسوية نهائية ، فقد كان حلم نوبل للسلام يداعبه .
أوباما وصل لجائزة السلام ، و الأن يطمح في السلام ذاته ، و لكن ليصل إليه فعليه أن يدرس أسباب فشل محادثات عام 2000 ، خاصة إن المشاريع المطروحة الأن كلها لا تخرج عن الأطر الأساسية لمحادثات 2000 .
أوباما ضحى بحقوق الإنسان ، و الديمقراطية ، في الدول العربية الدائرة في الفلك الأمريكي ، من أجل كسب الأنظمة الإستبدادية الحاكمة بها لصف عملية السلام ، و لكن ما الذي تغير في تلك الأنظمة خلال العقد المنصرم ؟؟؟
ما الذي يدفعها الأن للعمل بإخلاص مع أوباما ، بعد أن طعنت بيل كلينتون في ظهره ؟؟؟
أليس حسني مبارك هو الذي هرول إلى جدة ، أثناء المحادثات في كامب ديفيد ، للتفاهم مع عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، ولي العهد السعودي آنذاك ، و الملك الحالي ، لأجل منع عرفات من التوقيع ؟؟؟
أليس نظام حسني مبارك هو الذي أطلق أبواقه الإعلامية للضغط على القيادة الفلسطينية ، و منعها من التوقيع ، بعد أن لوح إعلامه بسيف التخوين ؟؟؟
العالم تغير الأن ، بعد عشرة أعوام ، و لا يمكن الأن أن يطلق حسني مبارك ، أو نجله ، إعلامهما للتهليل بخيانة القيادات الفلسطينية الراغبة في السلام ، كما كان الحال في عام 2000 ، و لكن الأسباب التي منعت حسني مبارك ، و منعت آل سعود ، من تأييد التسوية النهائية للقضية الفلسطينية ، لازالت قائمة ، لأن السلام ، لن يعني إلا البدء في إحلال أنظمة ديمقراطية في العالم العربي محل الأنظمة الإستبدادية القائمة .
لن يهتفوا ، و لكن سوف يسوفون ، و يماطلون ، و إلى أخر قائمة الكلمات العربية الدالة على التسويف ، و المماطلة .
أوباما يجب أن يعلم أنه في ظل إستمرارية وصاية الأنظمة العربية على القضية الفلسطينية ، و بخاصة الأنظمة المنعوتة بالمعتدلة ، و الصديقة للولايات المتحدة ، لن يتحقق السلام .
السلام النهائي مفتاحه في القاهرة ، و الرياض ، أو شرم شيخ المنصر ، و جدة .
و مفتاح القاهرة هو الديمقراطية .
الديمقراطية في مصر هي التي ستأتي بالسلام في فلسطين .

27 - 04 - 2010

ملحوظة دائمة : أرجو من القارىء الكريم تجاهل التلاعبات الأمنية الصبيانية في المقالات ، سواء كانت هذه التلاعبات في طريقة كتابة الكلمات ، أو في النص ذاته بالحذف ، و الإضافة ، و هي التلاعبات الصبيانية التي تكثر في بدايات ، و نهايات ، المقالات ، وفي النقاط المركزية فيها ، و ليكن التركيز دائما على الأفكار الواردة بكل مقال .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء

الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني

تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969

المنفى القسري : بوخارست - رومانيا

حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر



27-04-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق