الأحد، 10 فبراير 2013

السودان لن يقبل بأقل من التحكيم في حلايب

السودان لن يقبل بأقل من التحكيم في حلايب

أثار مقال : حلايب قضية حلها التحكيم ، إهتمام أحد الجهات الأمنية المصرية ، و هذا ما لاحظته من خلال محاولة إستجوابي ، عبر الإنترنت ، بشأن ذلك المقال ، و المقال المشار إليه يوجد أيضا في موقع يوتيوب بصوت كاتب المقال ، في قناة حزب كل مصر في يوتيوب :
allegyptparty
في ذلك المقال رأيت إنه من الضروري وضع حد للوضع المعلق في حلايب ، و الذي يتسبب في تعكير العلاقة مع الأشقاء في السودان بين حين و أخر ، كما يتسبب في تعطيل التنمية في تلك المنطقة .
الحل كما رأيته هو التحكيم ، و قد فصلت في المقال المشار إليه شكلين من أشكال التحكيم ، يمكن إختيار واحد منهما ، كما وضعت شرط إستفتاء الشعبين ، المصري ، و السوداني ، حول خيار التحكيم ، قبل اللجوء إليه ، حتى يمكن قبول النتيجة شعبيا في مصر ، و السودان ، و أشرت إلى أن اللجوء للتحكيم بشأن قضية حدودية مصرية ليس بجديد على مصر ، و طابا هي المثال ، و أن ما رضينا بتطبيقه مع إسرائيل ، أولى أن نطبقه مع الشعب السوداني ، الذي يربطنا به ، ما لا يربطنا بأي شعب أخر ، و منذ قديم الأزل .
لكن ما إتضح لي هو إن نظام آل مبارك خياره الأساسي ، في الوقت الراهن ، لازال هو إبقاء الوضع على ما هو عليه الأن ، و في أقصى الأحوال سيكون مشروعه هو الإستفتاء .
من جانبي فقد فصلت في المقال المشار إليه أعلاه ، الأسباب التي سوف تدعو السودان لرفض مبدأ إستفتاء سكان المنطقة ، و منها : الخوف من إستخدام محفزات مادية ، أو قيام نظام آل مبارك بعملية إحلال سكاني تغير التركيبة السكانية الأصلية ، أو بالعمليتين معا .
ما أراه هو أن الجانب السوداني سوف يتشدد في مسألة حلايب ، في المستقبل ، لأسباب سودانية داخلية .
الكل يعلم أن هناك إستفتاء حول مصير جنوب السودان ، سيجرى في الجنوب السوداني العام المقبل ، و أعتقد ، كما يعتقد معظم المتابعين للشأن السوداني ، أن النتيجة ستكون لصالح خيار الإستقلال .
لا أتدخل في القضايا السودانية الداخلية ، و لا حتى في الخارجية التي لا علاقة لها بمصر ، و إستقلال جنوب السودان شأن سوداني داخلي ، و لكن لي أن أقول بأن إستقلال جنوب السودان سيلقي بتبعاته على قضية حلايب في كل السيناريوهات المحتملة في شمال السودان بعد إستقلال الجنوب .
السيناريو الأول : إستطاعة عمر البشير البقاء في الحكم برغم إنفصال الجنوب ، و في هذا الموقف سيكون البشير في موقف لا يحسد عليه داخليا ، يجعله لا يستطيع القبول بمشروع يحمل في طياته الكثير من عدم الشفافية - و أعني مشروع الإستفتاء - فهو لن يقبل أن يوصم عهده بوصمتين في أنظار الشعب السوداني ، واحدة في الجنوب ، و الأخرى في الشمال ، مع مشكلة دارفور التي لم تحسم بعد ، و التوتر في شرق السودان ، و في مناطق أخرى .
السيناريو الثاني : الإطاحة بالبشير ، سواء بإنقلاب عسكري ، أو بهبة شعبية كالتي أطاحت بجعفر النميري ، و في الحالين لن يقبل النظام السوداني الجديد أن يفرط في مسألة حلايب بسهولة ، كما يأمل نظام آل مبارك ، لأنه لن يقبل أن يوصم بالوصمة التي تسببت في الإطاحة بسلفه .
على أن الوضع السياسي الداخلي السوداني من الممكن أن يتغير حتى قبل إستفتاء الجنوب ، بإنقلاب عسكري يستبق الإستفتاء ، بهدف قلب العملية برمتها ، و لو إستتبع ذلك عودة الحرب في الجنوب ، و هو شيء طبيعي بالتأكيد مع ذلك التطور ، و سواء كان ذلك الإنقلاب سوداني مائة بالمائة في دوافعه ، أو بتشجيع من إستخبارات آل مبارك ، فإنني أؤكد من الأن إن قيادته لن تقبل بأي تنازل رسمي في شأن قضية حلايب ، كما فعلت كافة الأنظمة السودانية المتعاقبة .
الحل الوحيد يبقى هو التحكيم لأنه يخرج القضية من أيادي النظامين الحاكمين ، في مصر ، و السودان ، و بتفويض شعبي من الشعبين ، إلى يد محكمين ، يحكمون حسب الوثائق التي أمامهم ، و بدون دوافع سياسية ، و إنني متأكد بأن التحكيم سوف ينصف مصر ، فيرد مثلث حلايب للسيادة المصرية ، كما رد طابا إلينا من قبل ، و بدون أن نجرح العلاقات الأخوية مع الشعب السوداني .

03-05-2010

ملحوظة دائمة : أرجو من القارئ الكريم تجاهل التلاعبات الأمنية الصبيانية في المقالات ، سواء في طريقة كتابة الكلمات ، أو بالحذف ، و الإضافة ، و هي التلاعبات الأمنية التي تكثر في بدايات ، و نهايات ، المقالات ، وفي النقاط المركزية بها ، و ليكن التركيز دائما على الأفكار الواردة بالمقالات .
 
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر


03-05-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق