الأحد، 10 فبراير 2013

لا تطلق النار ، الدرس القرغيزي الثاني

لا تطلق النار ، الدرس القرغيزي الثاني

كان مقال : نريدها كالقرغيزية ، بمثابة الدرس الأول من قرغيزستان ، و كان للمعارضة المصرية الفعالة ، و الثورية .
درس أن التغيير لا يأتي بإضرابات ، و تظاهرات ، المناسبات المتفرقة ، و إنما بالتظاهر الحاشد ، المتواصل ، و العارم .
أما الدرس الثاني من نفس البلد الصغير ، فهو للأجهزة الأمنية المصرية ، على إختلاف مسمياتها .
كما هو معلوم أنه خلال بضعة أعوام أطيح هناك برئيسين بنفس الطريقة : هبة شعبية عارمة .
مع الرئيس الأول إلتزمت الشرطة القرغيزية بضبط النفس ، و يبدو أن الرئيس الذي جاء من بعده ، و هو كرمان بك ، و الذي سقط هذا الشهر ، تصور أن إحجام سابقه عن إستخدام القوة كان سبب سقوطه السريع ، فكان أن أفرط في إستخدام القوة ، و أرتكبت مذبحة في هبة هذا الشهر ، وصل عدد ضحاياها إلى ثمانية و سبعين شهيدا ، من شهداء الحرية ، و العدالة .
و لكن إستخدام القوة لم يغن عن كرمان بك شيء ، و ها هو يتجول في جنوب بلاده خائفا على حياته .
الذي يهمنا هنا هو تصريحه الذي أدلى به منذ وقت قريب ، و نشرته إحدى وكالات الأنباء العالمية ، و الذي يتبرأ فيه من المسئولية الشخصية عن المذبحة ، بقوله : إنني لم أعط الأوامر إلى رجال الأمن بإطلاق النار .
هكذا ، و في بضع كلمات ، غسل يديه من دماء ثمانية و سبعين ضحية ، و ألقى بكامل المسئولية على الأجهزة الأمنية .
لن يصدقه أحد بالتأكيد ، و لكن هناك فرصة كبيرة في أن يفلت من العقاب ، فمادام لا يوجد دليل مادي يدينه ، ففرصته في الإفلات من العقاب كبيرة ، و بالمثل مع كبار المسئولين الأمنيين ، و إن كانت فرصهم أقل بعض الشيء ، و لكن هؤلاء الذين كانوا السبب المباشر في المذبحة فحظوظهم في الإفلات هي الأقل ، فكلما زاد عدد الهاربين من العقاب في أعلى الهرم ، إزدادت فرص إدانة القابعين في أسفل الهرم الأمني .
الأمثلة كثيرة ، شرقا ، و غربا ، شمالا ، و جنوبا ، قديما ، و حديثا ، عن حكام أفلتوا بجرائمهم ، و عاشوا ليتمتعوا بالثروات التي نهبوها ، و الدرس واحد في كل تلك الأمثلة : يبقى الصغير أكثر عرضة للعقاب ، أو الإنتقام ، من الكبير .
الكبار ، و بدون إنتظار لتدخل الحكومات الأجنبية لضمان سلامتهم ، فإن سيل المعلومات الذي يتدفق عليهم ، من خلال قنوات المعلومات العديدة التي لديهم ، و ما تحت أياديهم من وسائل الهرب ، كالمروحيات ، و الطائرات الخاصة ، و المطارات السرية ، كثيرا ما يضمن لهم الإفلات ، و لو مؤقتا ، من يد العدالة .
أما الصغار فليس لهم إلا الوسائل التقليدية للسفر ، أو التزاحم على أبواب السفارات الأجنبية ، و التي لا تمنح اللجوء للصغار ، خاصة عندما يكونون أعضاء في أجهزة أمنية .
على الصغار دائما أن يواجهوا ثمرة أعمالهم بأنفسهم ، و بدون حماية من أحد ، ففكر مليا قبل أن تضغط على الزناد ، أو تصدر الأمر بالضغط عليه ، ففرص وقوفك أمام القضاء أكبر من فرص وقوف أعضاء الأسرة الحاكمة .
هذه نصيحتي لأعضاء الأجهزة الأمنية ، سواء أكانوا مصدرين للأوامر ، أو منفذين لها .
ملحوظة : بما أن كافة الوسائل التي إتخذتها لإيقاف التلاعب الأمني في مقالاتي ، سواء بالتلاعب في النص ، أو في هجاء الكلمات ، قد فشلت جميعها ، فلم يفلح ضغط المقال لأصغر حد ممكن ، و لم تفلح مراجعة المقال التي كثيرا ما وصلت إلى عشر قراءات قبل الإرسال ، في وقف التشويه ، لأن التلاعب يتم في فترة الإرسال ، فتتسلمه هيئة تحرير موقع الحوار المتمدن بالشكل الذي يتم نشره ، فقد قررت من الأن أن أرفق ملاحظة قصيرة مع كل مقال ، تنبه القارئ الكريم لهذه التلاعب ، لأخلى مسئوليتي ، و مسئولية موقع الحوار المتمدن بكل تأكيد .


أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء

الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني

تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969

المنفى القسري : بوخارست - رومانيا

حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
11-04-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق