التنوير ، كلمة يملكها المؤمن
أيضاً
يكاد يعرف جميع القراء معنى عبارة : وضع اليد ،
و هي لمن لا يعلمها تعني : أن يستغل شخص ما - أو مجموعة أشخاص - شيء ما لا يملكه ،
غالبا ما يكون مادي ، مثل الأراضي ، و المباني ، إستغلال الملاك لأملاكهم الخاصة ،
سواء بإدعاء ملكية الأشياء المغتصبة ، أو بدون إدعاء .
ذكرت عالية أن هذا الشيء غالبا ما يكون مادي ، و أستعملت كلمة غالبا ، لأنه ليس دائما ما يكون وضع اليد يخص الأشياء المادية فقط ، فأحيانا ما يتم وضع اليد على التعبيرات المعنوية ، أو المصطلحات ، و ما إلى ذلك من أشياء معنوية .
مثال على وضع اليد على مصطلح ثقافي تاريخي ، هو ما قامت به ، و لازالت تقوم به ، وزارة ثقافة آل مبارك ، حين وضعت يدها على مصطلح التنوير .
مصطلح التنوير ، و الذي ورثته البشرية من عصر التنوير ، و الذي بلغ قمته في القرن الثامن عشر الميلادي ، كاد أن يكون له معنى واحد فقط في مصر بفضل وزارة ثقافة آل مبارك ، حتى صار المؤمنين يتعوذون بالله منه عند سماعه .
التنوير ، و بفضل وضع يد وزارة ثقافة آل مبارك عليه ، أصبح يعني الإلحاد .
لقد قامت وزارة ثقافة آل مبارك بتجريد التنوير من كافة قيمه الرائعة ، مثل الديمقراطية ، و الفصل بين المؤسسة الحاكمة و المؤسسات الدينية ، و حرية الضمير ، و حرية الفرد في التفكير ، ليصبح له معنى واحد فقط هو الإلحاد .
لا أنكر أن الإلحاد إرتفع صوته في عصر التنوير ، و لكن لم يكن أبدا الإلحاد علامة على عصر التنوير ، و لم يكن أبداً الإلحاد هو واجهة عصر التنوير ، أو لبه .
لقد وجد الإلحاد قبل عصر التنوير ، و ظل بعده ، و لكن هناك من يريد أن يجعل التنوير مرادف للإلحاد لكي ينفر الشعب منه ، فيلغي القيم الأخرى السامية التي نادى بها عصر التنوير .
إنني شخصيا ، كمسلم ، لا أرى تعارض بين معظم قيم عصر التنوير ، و بين قيم الإسلام ، و أنا أتحدث كمسلم لأنني مسلم ، و لا أتحدث نيابة عن المسيحي أو غير ذلك من معتنقي الأديان ، و العقائد ، الأخرى ، و سأستعرض في عجالة بعض تلك القيم ، و علاقتها بالإسلام كما أعتنقه :
أولاً ، الديمقراطية : كانت الديمقراطية هي أحد أهم مظاهر عصر التنوير ، و الثورة الأمريكية ، و الثورة الفرنسية ، و الثورة البوليفارية ، و تضخم سلطة البرلمان البريطاني ، نتاج عصر التنوير ، إما مباشرة ، أو بشكل غير مباشر ، فهل هناك تعارض بين الديمقراطية و الإسلام ؟
بالتأكيد هناك مدارس إسلامية ترفض الديمقراطية بشكلها الغربي ، و لكن تلك المدارس أصبحت اليوم أقلية ، و أغلب المدارس الإسلامية اليوم أصبحت ترحب بالديمقراطية ، و بالإنتخابات الحرة ، و بالبرلمان المنتخب بشفافية ، و بتبادل السلطة ، و أعتقد إنني لست بحاجة لإيراد أمثلة لأقوال كبار علماء المسلمين في العصر الحديث المؤيدة للديمقراطية ، و شخصيا كمسلم لا أرى تعارض بينها و بين الإسلام ، و أرى أن يعود القارئ الكريم لمقال سابق لكاتب هذا المقال عنوانه : ما أتفق فيه مع القرضاوي .
ثانيا ، فصل المؤسسات الحاكمة عن المؤسسات الدينية : هذا أحد أبرز معالم عصر التنوير ، و شخصيا لا أرى أي مانع شرعي إسلامي يمنع ذلك ، فلا ولاية للفقيه ، و حتى الشيعة الجعفرية لا يتفق معظمهم مع القول بولاية الفقيه ، ذلك القول الذي نادى به آية الله الخميني .
على إن في مصر الوضع الذي يهمنا في الوقت الحاضر ، هو رفع يد السلطة الحاكمة عن المؤسسات الدينية بشكل عام ، و وقف تسخير السلطة الحاكمة للمؤسسات الدينية الإسلامية لمصلحتها .
هذا ما يجب وقفه ، لتحرير المؤسسات الدينية ، و دور العبادة ، من سيطرة السلطة الحاكمة ، و قد عالجت ذلك في مقال سابق عنوانه : أئمة المساجد بالإنتخاب .
ثالثا ، حرية الضمير : و تعني حرية العقيدة ، و نظرا لضيق الحيز ، فإنني أحيل القارئ الكريم لمقال سابق ، أوضحت فيه موقفي فيما يخص تلك القضية ، و عنوانه : في قضية الردة ، لنخسرهم ، و لنكسب العالم .
رابعا ، إستخدام العقل : هذا أحد معالم عصر التنوير ، و لعله أبرزها ، لأن معظم ، القيم السامية الأخرى جاءت نتيجة له ، و لكنه بالطبع ليس وليد ذلك العصر ، فقد تم إستخدامه مع ميلاد البشرية .
هنا أيضا لا أرى في إستخدام العقل ما يتعارض مع الإسلام ، لأن في القرآن نرى بوضوح أن المطالبة بإستخدام العقل ، بالتفكير ، و التأمل ، هي الأساس الأول في دعوة البشر للإيمان بالله .
إذا كان البعض قد قادهم إستخدام عقولهم للإلحاد ، فإن الغالبية رسخ إيمانها بإستخدامه .
لا خوف أبداً على الإيمان من العقل .
من الإستعراض السابق نرى شيئين :
الأول : نفهم لماذا قامت وزارة ثقافة آل مبارك ، بتعمد ، بتجريد عصر التنوير من قيمه السامية ، و تلخيصه في كلمة واحدة هي : الإلحاد ، لتنفير الشعب المصري منه ، فينفر من القيم التي نادى بها ، مثل الديمقراطية ، و الأهم من أجل إلغاء العقل ، لأن الحرية هي وليدة إستخدام العقل بحرية .
ثانيا : أنه لا تعارض بين التنوير ، و الإيمان النقي .
ذكرت عالية أن هذا الشيء غالبا ما يكون مادي ، و أستعملت كلمة غالبا ، لأنه ليس دائما ما يكون وضع اليد يخص الأشياء المادية فقط ، فأحيانا ما يتم وضع اليد على التعبيرات المعنوية ، أو المصطلحات ، و ما إلى ذلك من أشياء معنوية .
مثال على وضع اليد على مصطلح ثقافي تاريخي ، هو ما قامت به ، و لازالت تقوم به ، وزارة ثقافة آل مبارك ، حين وضعت يدها على مصطلح التنوير .
مصطلح التنوير ، و الذي ورثته البشرية من عصر التنوير ، و الذي بلغ قمته في القرن الثامن عشر الميلادي ، كاد أن يكون له معنى واحد فقط في مصر بفضل وزارة ثقافة آل مبارك ، حتى صار المؤمنين يتعوذون بالله منه عند سماعه .
التنوير ، و بفضل وضع يد وزارة ثقافة آل مبارك عليه ، أصبح يعني الإلحاد .
لقد قامت وزارة ثقافة آل مبارك بتجريد التنوير من كافة قيمه الرائعة ، مثل الديمقراطية ، و الفصل بين المؤسسة الحاكمة و المؤسسات الدينية ، و حرية الضمير ، و حرية الفرد في التفكير ، ليصبح له معنى واحد فقط هو الإلحاد .
لا أنكر أن الإلحاد إرتفع صوته في عصر التنوير ، و لكن لم يكن أبدا الإلحاد علامة على عصر التنوير ، و لم يكن أبداً الإلحاد هو واجهة عصر التنوير ، أو لبه .
لقد وجد الإلحاد قبل عصر التنوير ، و ظل بعده ، و لكن هناك من يريد أن يجعل التنوير مرادف للإلحاد لكي ينفر الشعب منه ، فيلغي القيم الأخرى السامية التي نادى بها عصر التنوير .
إنني شخصيا ، كمسلم ، لا أرى تعارض بين معظم قيم عصر التنوير ، و بين قيم الإسلام ، و أنا أتحدث كمسلم لأنني مسلم ، و لا أتحدث نيابة عن المسيحي أو غير ذلك من معتنقي الأديان ، و العقائد ، الأخرى ، و سأستعرض في عجالة بعض تلك القيم ، و علاقتها بالإسلام كما أعتنقه :
أولاً ، الديمقراطية : كانت الديمقراطية هي أحد أهم مظاهر عصر التنوير ، و الثورة الأمريكية ، و الثورة الفرنسية ، و الثورة البوليفارية ، و تضخم سلطة البرلمان البريطاني ، نتاج عصر التنوير ، إما مباشرة ، أو بشكل غير مباشر ، فهل هناك تعارض بين الديمقراطية و الإسلام ؟
بالتأكيد هناك مدارس إسلامية ترفض الديمقراطية بشكلها الغربي ، و لكن تلك المدارس أصبحت اليوم أقلية ، و أغلب المدارس الإسلامية اليوم أصبحت ترحب بالديمقراطية ، و بالإنتخابات الحرة ، و بالبرلمان المنتخب بشفافية ، و بتبادل السلطة ، و أعتقد إنني لست بحاجة لإيراد أمثلة لأقوال كبار علماء المسلمين في العصر الحديث المؤيدة للديمقراطية ، و شخصيا كمسلم لا أرى تعارض بينها و بين الإسلام ، و أرى أن يعود القارئ الكريم لمقال سابق لكاتب هذا المقال عنوانه : ما أتفق فيه مع القرضاوي .
ثانيا ، فصل المؤسسات الحاكمة عن المؤسسات الدينية : هذا أحد أبرز معالم عصر التنوير ، و شخصيا لا أرى أي مانع شرعي إسلامي يمنع ذلك ، فلا ولاية للفقيه ، و حتى الشيعة الجعفرية لا يتفق معظمهم مع القول بولاية الفقيه ، ذلك القول الذي نادى به آية الله الخميني .
على إن في مصر الوضع الذي يهمنا في الوقت الحاضر ، هو رفع يد السلطة الحاكمة عن المؤسسات الدينية بشكل عام ، و وقف تسخير السلطة الحاكمة للمؤسسات الدينية الإسلامية لمصلحتها .
هذا ما يجب وقفه ، لتحرير المؤسسات الدينية ، و دور العبادة ، من سيطرة السلطة الحاكمة ، و قد عالجت ذلك في مقال سابق عنوانه : أئمة المساجد بالإنتخاب .
ثالثا ، حرية الضمير : و تعني حرية العقيدة ، و نظرا لضيق الحيز ، فإنني أحيل القارئ الكريم لمقال سابق ، أوضحت فيه موقفي فيما يخص تلك القضية ، و عنوانه : في قضية الردة ، لنخسرهم ، و لنكسب العالم .
رابعا ، إستخدام العقل : هذا أحد معالم عصر التنوير ، و لعله أبرزها ، لأن معظم ، القيم السامية الأخرى جاءت نتيجة له ، و لكنه بالطبع ليس وليد ذلك العصر ، فقد تم إستخدامه مع ميلاد البشرية .
هنا أيضا لا أرى في إستخدام العقل ما يتعارض مع الإسلام ، لأن في القرآن نرى بوضوح أن المطالبة بإستخدام العقل ، بالتفكير ، و التأمل ، هي الأساس الأول في دعوة البشر للإيمان بالله .
إذا كان البعض قد قادهم إستخدام عقولهم للإلحاد ، فإن الغالبية رسخ إيمانها بإستخدامه .
لا خوف أبداً على الإيمان من العقل .
من الإستعراض السابق نرى شيئين :
الأول : نفهم لماذا قامت وزارة ثقافة آل مبارك ، بتعمد ، بتجريد عصر التنوير من قيمه السامية ، و تلخيصه في كلمة واحدة هي : الإلحاد ، لتنفير الشعب المصري منه ، فينفر من القيم التي نادى بها ، مثل الديمقراطية ، و الأهم من أجل إلغاء العقل ، لأن الحرية هي وليدة إستخدام العقل بحرية .
ثانيا : أنه لا تعارض بين التنوير ، و الإيمان النقي .
20-06-2010
ملحوظة دائمة : أرجو من القارئ الكريم تجاهل التلاعب الأمني الصبياني في
المقالات ، سواء بتغيير طريقة كتابة بعض الكلمات ، أو بالحذف و/ أو الإضافة ، و
ليكن التركيز دائما على لب المقالات ، بما فيها من أفكار
.
أحمد محمد عبد
المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق
بفتح الحاء
الاسم النضالي
المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين
الحسني
تاريخ الميلاد في
الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام
1969
المنفى القسري :
بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا
مصر
20-06-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق