ليس من
مصلحتنا تجاهل ذلك العلم
منذ
بضعة عقود ، و في إحدى القرى اليونانية ذات الطابع الإجتماعي التقليدي ، و التي
أبتلى أهلها بنسبة عالية من حملة الجين المسبب لمرض خلايا الدم المنجلية ، قامت
مجموعة من العلماء بتجربة توعية وراثية لسكان القرية لتفادي الوفيات الناتجة عن ذلك
المرض ، و الذي يحدث حين يمتلك الفرد مورثين مسببين للمرض ، حيث أن مورث واحد لا
يكفي لتشكيل خطورة على حياة الفرد .
قامت المجموعة المذكورة بمسح وراثي لكل سكان القرية ، ثم أوضحت لهم التركيب الوراثي لكل فرد ، فيما يخص ذلك المرض ، ثم طلبت منهم تفادي زواج طرفين حاملين للجين المسبب للمرض ، لتفادي ولادة أطفال حاملين للمورثين .
مع ملاحظة أن الزواج في تلك القرية ، في زمن إجراء التجربة ، كان يتم بالطريقة التقليدية ، أي من خلال ترتيبات عائلية .
بعد بضع سنين رجعت المجموعة للقرية ، فسرها في البداية أن تجد أن الحديث عن التركيب الوراثي ، فيما يخص هذا المورث ، هو جزء من حديث أهل القرية ، و لكنها فوجئت بأن ذلك الحديث ليس في الصورة التي أرادوها ، لقد قام سكان القرية المذكورة بعملية تمييز ، أو بأقول أدق : عزل ، و أصبح الأفراد الخالين من المورث المسبب للمرض يتزاوجون فيما بينهم ، و الحاملين لمورث واحد يتزاوجون فيما بينهم ، فأصبح الوضع أسوء مما كان قبل إجراء التوعية ، أو التجربة .
مثال كذلك الذي ذكرته في بداية المقال يدلل على كيفية إساءة إستعمال المعلومات في بعض المجتمعات ، و هو ما قد يحدث مع زيادة المعرفة الشعبية بعلم الأصول الجينية للأفراد .
فربما ، و مع إنتشار فكرة تحليل الهابلوجروب الذكري ، يبدأ أفراد بعض المجتمعات في إجراء عملية تمييز ، و فرز ، و عزل ، خاصة فيما يخص الزواج .
ربما لن يحدث هذا في مصر ، على الأقل في المدى القصير ، و أيضا في المدى المتوسط ، و أستبعده حتى في المدى البعيد ، لما عرف عن المجتمع المصري من حرية الحراك الإجتماعي ، منذ عهد الفراعنة ، و إلى اليوم ، و إنخفاض نسبة المشاعر العنصرية بالمقارنة بالشعوب الأخرى .
المجتمعات المرشحة لذلك ، في منطقتنا ، هي مجتمعات الجزيرة العربية التي تنتشر فيها مصطلحات : حضري ، و بدوي ، و خضيري ، و عبد ، و خادم ، و هتيمي ، و صليبي ، و إلى أخر القائمة العنصرية البغيضة ، المعروفة في الجزيرة العربية .
في مصر الخوف هو دائما من السلطة ، و ليس الأفراد ، بإساءة السلطة إستعمال تلك المعلومات الوراثية ، بإضافتها للقائمة التمييزية التي أصبحت معروفة في عصر أسرة يوليو ، أو الديكتاتورية الأولى ، و التي تشمل إستبعاد كل سكان المناطق الحدودية من العمل في المؤسسات الأمنية ، و السياسية ، الهامة ، و التمييز الطبقي الذي إستفحل في عهد آل مبارك بحق أبناء البسطاء ، و إستبعادهم أيضا من العمل بتلك المؤسسات ، و من تولي مناصب تنفيذية عليا .
الخوف هو في إستبعاد المنحدرين من أصول معينة مثل الأصول الأفريقية ، و الأوروبية ، و بعض الأصول الأسيوية ، و حصر السلطة في عدد من الأصول ، تكون حسب هوى الأسرة الحاكمة ، و الذي سيكون بالتأكيد حسب تركيبها الوراثي .
البعض قد يخلص بالتالي إلى إنه من الأفضل إغلاق هذا الباب منعا لسلبياته ، و لكني لا يمكن أن أتفق مع أصحاب هذا الرأي ، لأن إغلاقنا للباب ، لا يعني إن الأخرين لن يفتحوه .
الأسرة الحاكمة بالفعل سمحت بفحص التركيب الوراثي للمومياوات الفرعونية الملكية لمعرفة أصولها ، و هو موقف كانت ترفضه بشدة منذ عشر سنوات ، و تعتبره مؤامرة خارجية .
كذلك بدأت الأجيال الصاعدة ، المطلعة ، تتعرف على ذلك العالم الجديد ، عالم معرفة أصول الأفراد بالفحص الجيني .
تجاهلنا لن يمنع الأخرين من فتح باب ذلك العالم الجديد ، و لهذا علينا أن نخوض فيه ، و أن نوظفه لخدمة هدفنا السامي ، و هو مكافحة التمييز بكافة أشكاله ، و درجاته ، و بالتالي الحد من إساءة إستخدام ذلك العلم .
تجاهلنا لذلك العالم الجديد ، لن يعني سوى إننا سنظل نعيش في عصر تجاوزه أخرون ، و بدأوا في تلوين المجتمع بألوانهم ، و التي غالبا لن تعجبنا .
قامت المجموعة المذكورة بمسح وراثي لكل سكان القرية ، ثم أوضحت لهم التركيب الوراثي لكل فرد ، فيما يخص ذلك المرض ، ثم طلبت منهم تفادي زواج طرفين حاملين للجين المسبب للمرض ، لتفادي ولادة أطفال حاملين للمورثين .
مع ملاحظة أن الزواج في تلك القرية ، في زمن إجراء التجربة ، كان يتم بالطريقة التقليدية ، أي من خلال ترتيبات عائلية .
بعد بضع سنين رجعت المجموعة للقرية ، فسرها في البداية أن تجد أن الحديث عن التركيب الوراثي ، فيما يخص هذا المورث ، هو جزء من حديث أهل القرية ، و لكنها فوجئت بأن ذلك الحديث ليس في الصورة التي أرادوها ، لقد قام سكان القرية المذكورة بعملية تمييز ، أو بأقول أدق : عزل ، و أصبح الأفراد الخالين من المورث المسبب للمرض يتزاوجون فيما بينهم ، و الحاملين لمورث واحد يتزاوجون فيما بينهم ، فأصبح الوضع أسوء مما كان قبل إجراء التوعية ، أو التجربة .
مثال كذلك الذي ذكرته في بداية المقال يدلل على كيفية إساءة إستعمال المعلومات في بعض المجتمعات ، و هو ما قد يحدث مع زيادة المعرفة الشعبية بعلم الأصول الجينية للأفراد .
فربما ، و مع إنتشار فكرة تحليل الهابلوجروب الذكري ، يبدأ أفراد بعض المجتمعات في إجراء عملية تمييز ، و فرز ، و عزل ، خاصة فيما يخص الزواج .
ربما لن يحدث هذا في مصر ، على الأقل في المدى القصير ، و أيضا في المدى المتوسط ، و أستبعده حتى في المدى البعيد ، لما عرف عن المجتمع المصري من حرية الحراك الإجتماعي ، منذ عهد الفراعنة ، و إلى اليوم ، و إنخفاض نسبة المشاعر العنصرية بالمقارنة بالشعوب الأخرى .
المجتمعات المرشحة لذلك ، في منطقتنا ، هي مجتمعات الجزيرة العربية التي تنتشر فيها مصطلحات : حضري ، و بدوي ، و خضيري ، و عبد ، و خادم ، و هتيمي ، و صليبي ، و إلى أخر القائمة العنصرية البغيضة ، المعروفة في الجزيرة العربية .
في مصر الخوف هو دائما من السلطة ، و ليس الأفراد ، بإساءة السلطة إستعمال تلك المعلومات الوراثية ، بإضافتها للقائمة التمييزية التي أصبحت معروفة في عصر أسرة يوليو ، أو الديكتاتورية الأولى ، و التي تشمل إستبعاد كل سكان المناطق الحدودية من العمل في المؤسسات الأمنية ، و السياسية ، الهامة ، و التمييز الطبقي الذي إستفحل في عهد آل مبارك بحق أبناء البسطاء ، و إستبعادهم أيضا من العمل بتلك المؤسسات ، و من تولي مناصب تنفيذية عليا .
الخوف هو في إستبعاد المنحدرين من أصول معينة مثل الأصول الأفريقية ، و الأوروبية ، و بعض الأصول الأسيوية ، و حصر السلطة في عدد من الأصول ، تكون حسب هوى الأسرة الحاكمة ، و الذي سيكون بالتأكيد حسب تركيبها الوراثي .
البعض قد يخلص بالتالي إلى إنه من الأفضل إغلاق هذا الباب منعا لسلبياته ، و لكني لا يمكن أن أتفق مع أصحاب هذا الرأي ، لأن إغلاقنا للباب ، لا يعني إن الأخرين لن يفتحوه .
الأسرة الحاكمة بالفعل سمحت بفحص التركيب الوراثي للمومياوات الفرعونية الملكية لمعرفة أصولها ، و هو موقف كانت ترفضه بشدة منذ عشر سنوات ، و تعتبره مؤامرة خارجية .
كذلك بدأت الأجيال الصاعدة ، المطلعة ، تتعرف على ذلك العالم الجديد ، عالم معرفة أصول الأفراد بالفحص الجيني .
تجاهلنا لن يمنع الأخرين من فتح باب ذلك العالم الجديد ، و لهذا علينا أن نخوض فيه ، و أن نوظفه لخدمة هدفنا السامي ، و هو مكافحة التمييز بكافة أشكاله ، و درجاته ، و بالتالي الحد من إساءة إستخدام ذلك العلم .
تجاهلنا لذلك العالم الجديد ، لن يعني سوى إننا سنظل نعيش في عصر تجاوزه أخرون ، و بدأوا في تلوين المجتمع بألوانهم ، و التي غالبا لن تعجبنا .
أحمد
محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية
، و ينطق بفتح الحاء
الاسم
النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين
الحسني
تاريخ
الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام
1969
المنفى
القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل
مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية -
رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
07-04-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق