يا أهل النوبة الغارقة :
يمكنكم أن تعدوا أنفسكم للعودة
يبدو أن أهل النوبة الغارقة ليسوا في حاجة للمزيد من
الشكوى في أركان العالم الأربعة من الظلم الذي وقع عليهم نتيجة السد العالي ، و من
قبله خزان أسوان ، و لا بحاجة لإطلاق المزيد من المراثي على بلادهم الغارقة ، لأنه
يبدو إنها ستطفو ، أو بالأصح ستظهر على السطح ، من جديد ، و قريباً .
السبب هو إن النظام الإثيوبي إكتشف أخيراً أن مبارك ليس أسد ، أو وحش ، كما يصور نفسه ، بل شتربة ، ذلك الثور الذي ورد في أحد قصص كتاب كليلة ودمنة ، و هو الثور الذي كان يرعب الأسد بصوته ، قبل أن يعرف الأسد إنه مجرد ثور ، آكل للعشب ، و كان من قبل يجر عربة سيده .
النظام الإثيوبي يبدو إنه لم يعد يأبه لخوار ثور شرم الشيخ ، و تهديده المستمر بالويل ، و الثبور ، و عظائم الأمور ، أو بالمختصر المفيد : بالحرب ، و شرع في بناء مشاريع على النيل الأزرق ، عابراً خط آل مبارك الأحمر ، بعد أن إكتشف إنه أخضر .
المشاريع الأثيوبية ، و كما يقال حاليا : ستستخدم لتوليد الكهرباء فقط ، و لكن عندما يكتمل كل البرنامج الإثيوبي ، و عندما تشرع إثيوبيا في إستخدام مشاريعها في تخزين الماء ، فإن المستقبل يلوح بأن حصة مصر الحالية ، سوف تقل في المستقبل بنسبة أربعين بالمائة .
أربعين في المائة نقص في الحصة المصرية المائية النيلية الحالية ، لا يعني سوى أن مياه بحيرة السد ، أو بحيرة النوبة ، سوف تنخفض تدريجيا ، لينحسر الماء بالتدريج عن مزيد من أراضي النوبة الغارقة .
لا يمكن الأن تحديد سرعة الإنخفاض في مستوى بحيرة السد ، أو بحيرة النوبة ، و لا يمكن تحديد متى ستبدأ النوبة في الظهور ، على الأقل جزء كبير منها ، لأن هناك عوامل عدة ، بشرية ، و طبيعية ، تتداخل مع بعضها البعض .
مثلا في العوامل البشرية ، هناك العامل السياسي الإثيوبي ، أو القرار الإثيوبي ، و هو مهم لأنه الذي سيتخذ قرار الإنتقال من مرحلة الإكتفاء بتوليد الكهرباء ، إلى مرحلة تخزين الماء ، بعد إتمام السدود التي تقام حاليا ، و هذا العامل أيضا تحكمه عوامل أخرى بعضها داخلي مثل الموقف في الداخل الإثيوبي ، و أخرى خارجية ، مثل مدى قوة إصرار دول أخرى بحوض النيل على تغيير الحصص المائية الموروثة عن فترة الإستعمار البريطاني .
كذلك هناك عوامل طبيعية ، فمثلا لو لاح في الأفق نذير بقلة مستوى الأمطار ، و بقرب مرحلة جفاف ، قد تتسبب في مجاعة هائلة بالقرن الأفريقي ، مثلما حدث في النصف الثاني من القرن العشرين ، فإن هذا قد يدفع النظام الإثيوبي للإسراع بتحويل طاقات مشاريعه إلى التخزين ، حتى بدون إنتظار إقرار الدول النيلية الأخرى ، فحياة أفراد شعبه هي التي تهمه في المقام الأول .
هناك أيضا عوامل بشرية مصرية ، مثل :
هل سيستمر نظام آل مبارك في سياسته المائية السفيهة ، و التي أهم أعراض سفهها مشروع توشكى ، الذي يستهلك كميات هائلة من ماء النيل ، نظراً لمعدل البخر المرتفع للغاية ، بسبب طبيعة المناخ في منطقة توشكى ؟؟؟
و الأهم : مدى قدرته على التفاوض مع إثيوبيا ، و دول حوض النيل ؟؟؟
إنني - و كما ذكرت في مقال سابق - لن أتكلم في قضية ماء النيل إلا كمراقب ، و لن أتحدث كسياسي يقدم حلول كما ينتقد ، ليس لغياب مشروع للحل لدي ، بل لأسباب ذكرتها في مقال سابق ، و لا حاجة بي لإعادتها .
إنني أكتب لكي ألقي الضوء على قضية هامة ، و أنتظر مراقبا مجريات الأحداث .
أما لأهل النوبة الغارقة فأقول : يبدو أن بإمكانكم أن تعدوا أنفسكم للعودة .
السبب هو إن النظام الإثيوبي إكتشف أخيراً أن مبارك ليس أسد ، أو وحش ، كما يصور نفسه ، بل شتربة ، ذلك الثور الذي ورد في أحد قصص كتاب كليلة ودمنة ، و هو الثور الذي كان يرعب الأسد بصوته ، قبل أن يعرف الأسد إنه مجرد ثور ، آكل للعشب ، و كان من قبل يجر عربة سيده .
النظام الإثيوبي يبدو إنه لم يعد يأبه لخوار ثور شرم الشيخ ، و تهديده المستمر بالويل ، و الثبور ، و عظائم الأمور ، أو بالمختصر المفيد : بالحرب ، و شرع في بناء مشاريع على النيل الأزرق ، عابراً خط آل مبارك الأحمر ، بعد أن إكتشف إنه أخضر .
المشاريع الأثيوبية ، و كما يقال حاليا : ستستخدم لتوليد الكهرباء فقط ، و لكن عندما يكتمل كل البرنامج الإثيوبي ، و عندما تشرع إثيوبيا في إستخدام مشاريعها في تخزين الماء ، فإن المستقبل يلوح بأن حصة مصر الحالية ، سوف تقل في المستقبل بنسبة أربعين بالمائة .
أربعين في المائة نقص في الحصة المصرية المائية النيلية الحالية ، لا يعني سوى أن مياه بحيرة السد ، أو بحيرة النوبة ، سوف تنخفض تدريجيا ، لينحسر الماء بالتدريج عن مزيد من أراضي النوبة الغارقة .
لا يمكن الأن تحديد سرعة الإنخفاض في مستوى بحيرة السد ، أو بحيرة النوبة ، و لا يمكن تحديد متى ستبدأ النوبة في الظهور ، على الأقل جزء كبير منها ، لأن هناك عوامل عدة ، بشرية ، و طبيعية ، تتداخل مع بعضها البعض .
مثلا في العوامل البشرية ، هناك العامل السياسي الإثيوبي ، أو القرار الإثيوبي ، و هو مهم لأنه الذي سيتخذ قرار الإنتقال من مرحلة الإكتفاء بتوليد الكهرباء ، إلى مرحلة تخزين الماء ، بعد إتمام السدود التي تقام حاليا ، و هذا العامل أيضا تحكمه عوامل أخرى بعضها داخلي مثل الموقف في الداخل الإثيوبي ، و أخرى خارجية ، مثل مدى قوة إصرار دول أخرى بحوض النيل على تغيير الحصص المائية الموروثة عن فترة الإستعمار البريطاني .
كذلك هناك عوامل طبيعية ، فمثلا لو لاح في الأفق نذير بقلة مستوى الأمطار ، و بقرب مرحلة جفاف ، قد تتسبب في مجاعة هائلة بالقرن الأفريقي ، مثلما حدث في النصف الثاني من القرن العشرين ، فإن هذا قد يدفع النظام الإثيوبي للإسراع بتحويل طاقات مشاريعه إلى التخزين ، حتى بدون إنتظار إقرار الدول النيلية الأخرى ، فحياة أفراد شعبه هي التي تهمه في المقام الأول .
هناك أيضا عوامل بشرية مصرية ، مثل :
هل سيستمر نظام آل مبارك في سياسته المائية السفيهة ، و التي أهم أعراض سفهها مشروع توشكى ، الذي يستهلك كميات هائلة من ماء النيل ، نظراً لمعدل البخر المرتفع للغاية ، بسبب طبيعة المناخ في منطقة توشكى ؟؟؟
و الأهم : مدى قدرته على التفاوض مع إثيوبيا ، و دول حوض النيل ؟؟؟
إنني - و كما ذكرت في مقال سابق - لن أتكلم في قضية ماء النيل إلا كمراقب ، و لن أتحدث كسياسي يقدم حلول كما ينتقد ، ليس لغياب مشروع للحل لدي ، بل لأسباب ذكرتها في مقال سابق ، و لا حاجة بي لإعادتها .
إنني أكتب لكي ألقي الضوء على قضية هامة ، و أنتظر مراقبا مجريات الأحداث .
أما لأهل النوبة الغارقة فأقول : يبدو أن بإمكانكم أن تعدوا أنفسكم للعودة .
30-06-2010
ملحوظة دائمة : أرجو من القارئ الكريم ألا يلقي بالاً للتشويه الأمني الصبياني
للمقالات ، و هي العادة التي دأب عليها جهاز أمني مصري ، و هذا التشويه يشمل تشويه
طريقة كتابة بعض الكلمات ، أو بالحذف و / أو الإضافة ، أو بكلا الطريقتين معا ، و
ليكن التركيز دائما على لب كل مقال .
أحمد محمد عبد
المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق
بفتح الحاء
الاسم النضالي
المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين
الحسني
تاريخ الميلاد في
الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام
1969
المنفى القسري :
بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا
مصر
30-06-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق