هل سينطبق نموذج أمريكا اللاتينية على البحرين ؟
ما حدث ، و يحدث ، في البحرين ، في 2011 ، نموذج أخر لما يمكن أن تفعله القوة المجردة بالثورة السلمية ، عندما تفقد الثورة السلمية درعها ، و أعني ردعها الأخلاقي ، أي عندما يموت الضمير لدى القائمين بقمعها ، و عندما يسكت الضمير العالمي ، و بخاصة لدى القوى الفعالة التي يمكن أن يكون لها دور .
ما حدث ، و يحدث ، في البحرين ، في 2011 ، يذكرني بخطأ رئيس أمريكي أسبق .
يذكرني بما حدث لشعب العراق ، في جنوب العراق ، و شماله ، حين إنتفض على صدام حسين في 1991 .
يذكرني بخطأ جورج بوش الأب ، الذي بعد أن أوعز للشعب العراقي بالثورة على صدام ، إستمع لنصيحة الأنظمة العربية التي كانت تُنعت ، قبل 2011 ، بالمعتدلة ، و على رأسها نظام آل سعود ، و نظام مبارك الأغبر ، بالحذر من الديمقراطية في العراق ، لأنها ستوقع العراق في يد إيران ، فكان أن تحرك صدام و قمع الثورة العراقية بمنتهى الوحشية ، مع سكوت الضمير العالمي آنذاك .
أوباما يكرر نفس الخطأ في البحرين بعد عشرين عاماً تقريبا من خطأ جورج بوش الأب .
الفارق الرئيسي بين الثورتين ، البحرينية في 2011 ، و العراقية في 1991 ، إن الأولى ليست بإيعاز من أحد ، و إنما نابعة من صميم الشعب ، و صدى لثورتين أخرتين عربيتين ، نابعتا هما الأخرتين من صميم شعبيهما .
لكن بقية مجريات الأحداث متقاربة ، في إستخدام القوة المفرطة في القمع ، و إن تمادى صدام في إستعمال القوة ، بإستخدامه للعتاد الثقيل ، و الأسلحة المحرمة دولياً ، و مع مراعاة الفارق في الحجم بين البحرين ، و العراق .
إنني أسأل أوباما : لماذا لا تكمل قراءة تاريخ العراق بعد 1991 ، و إلى اليوم ؟؟؟
لماذا و أنت تستمع للنصيحة السعودية المعتادة ، التي تخوف من الديمقراطية في البلدان ذوات الأغلبيات الشيعية ، لا تنظر الأن للتجربة الديمقراطية العراقية ؟؟؟
لماذا تثق تماماً بوجهة النظر السعودية ، و بوجهة نظر اللوبي البترولي السعودي في الولايات المتحدة ، و لا تثق في تجربة واقعية حية مشابهة تراها بنفسك ، و التي هي أفضل دليل على خبث النصيحة السعودية ؟؟؟
العراق الديمقراطي ، و كما يرى العالم لم يقع في يد أي دولة ، بل يمكن القول إنه آخذ في التعافي ، و ربما يبدء قريباً في أخذ دوره السياسي الذي يليق به على الساحة الإقليمية ، خاصة في ظل حالة عدم التوازن التي تمر بها الأنظمة العربية التي حاربت ديمقراطيته ، مثل النظام البعثي السوري ، و النظام الإقطاعي السعودي ، و في ظل عدم تمكن عمر سليمان من إحكام قبضته على زمام الأمور في مصر بعد .
العراق لم يقع في يد إيران ، أو أي دولة أخرى ، و هو ضحية ليد الإجرام المدعومة من أجهزة رسمية في دول أخرى مجاورة له .
أن ما يثير خشيتي على ربيع البحرين هو إستمرار إدارة أوباما في الإستماع لنصائح آل سعود ، و آل نهيان ، و اللوبي البترولي التابع لآل سعود في الولايات المتحدة ، كما إستمع جورج بوش الأب لتلك النصائح ، و إستمرارها - إي إدارة أوباما - في تجاهل تجربة العراق الديمقراطية .
أخشى أن ينطبق نموذج أمريكا اللاتينية على البحرين .
أمريكا اللاتينية في زمن الحرب الباردة تشابه البحرين حالياً .
أمريكا اللاتينية أيضا كانت تنظر لها الولايات المتحدة أثناء الحرب
الباردة على إنها منطقة خاصة بها محرمه على الأخرين ، و حكمت تلك المنطقة من خلال أنظمة إستبدادية موالية لها ، و فقط بعد سقوط الإتحاد السوفيتي ، و إنتهاء الحرب الباردة ، إختفى الفيتو الأمريكي على الديمقراطية في أمريكا اللاتينية ، فسقطت الأنظمة الإستبدادية ، و جاءت الديمقراطية .
أخشى أن يكون على شعب البحرين أن يتحمل مزيد من الطغيان ، حتى يسقط النظام الإيراني الحالي ، فلا تعود الإدارات الأمريكية تستمع لنصائح آل سعود ، و آل نهيان ، و بقية الآلات ، لأن تلك النصائح لن تستند عندئذ على منطق يدعمها .
أوباما حالياً ينقذ ثورة من الموت في شمال أفريقيا ، و يسكت على سحق أخرى في الخليج ، و تأخر كثيراً من قبل في تأييد ثورتي تونس ، و مصر .
22-03-2011
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي
عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد
حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون
من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل
مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية -
رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق