الأحد، 10 فبراير 2013

شروط الإنضمام لنادي الأنظمة العربية المعتدلة

شروط الإنضمام لنادي الأنظمة العربية المعتدلة

بعد أن أستهلك الحديث عن الحكمة التي يأتي السياسيون الأجانب للإستماع إليها من أفواه الحكام العرب ، و بعد أن غدا مثل ذلك الحديث يحمل معنى سلبي أكثر منه إيجابي ، لإرتباطه بالنصيحة التي أسداها أحد الساسة الغربيين لكل من يتعامل مع الحكام العرب ، سارعت تلك الأنظمة الحكيمة لإلتقاط عبارة : الأنظمة العربية المعتدلة ، لتصف بها نفسها ، فالقادة العرب المعتدلين الأن ، هم الحكماء في الماضي .
أعتقد أن عبارة الأنظمة العربية المعتدلة ، وجدت هوى لدى تلك الشريحة من الحكام العرب - و الدليل تماديهم في إستعمالها - ليس فقط لأنها لا تحمل المعنى السلبي الذي إرتبط بالوصف القديم ، بل و لإنها تجعلهم يشعرون بإنهم حلفاء للدول الكبرى في العالم الحر ، و لهم دورهم ، كما تجعلهم يشعرون بإنهم ينتظمون في تجمع ، أو نادي يجمعهم ، و يلم شملهم .
فما هي أهم شروط الإنضمام لذلك النادي ، للراغبين من الحكام ، أو للمتطلعين للحكم ؟
بداية ، و قبل أن أخوض في الشروط المتعلقة بالسياسات على إختلاف أنواعها ، يجب البدء بشرط شخصي يعد الأهم ، بل و يمكن أن يُعد هو الأساس الذي تقوم عليه كافة الشروط الأخرى ، بحيث لو غاب لإستحال الإنضمام ، هو شرط النفاق ، أي أن يكون نظام حكمك بوجهين .
بدون أن تكون بوجهين ، فلا يمكن أن تكون من الحكام المعتدلين العرب ، لأنه يدخل في كل الشروط الأخرى .
بالنسبة للشروط الأمنية : فعليك أن تشجب علناً الإرهاب ، و التطرف ، و عليك أن تؤمن بلادك ، بحيث يستتب الأمن بها ، و هذا لا نقاش فيه ، إلا إذا ضاق عليك الخناق ، و تعالت صيحات الديمقراطية ، و حقوق الإنسان بالداخل ، أو تزايدت عليك الضغوط الخارجية بشأن نفس الميدانين : الديمقراطية ، و حقوق الإنسان ، عندها لا بأس من إرخاء حبل الأمن من أجل أن يحدث عمل إرهابي يسوغ للعالم قبضتك الحديدية ، و حبذا لو وجدت معارضين ، بالداخل ، أو الخارج ، يمكن أن تلصق بهم تهم التطرف ، و الإرهاب ، و يمكن في هذا الشأن الإستعانة بأنظمة أجنبية فاسدة .
بالنسبة للسياسة الخارجية : علنا عليك أن تبدو كحمامة سلام ، حاملا دوما غص الزيتون ، مناديا دائما بالسلام ، و الإستقرار ، و ليس مطلوب منك أكثر من هذا ، بل خطر عليك إن صدقت هذا .
ليس مطلوب منك أن تكون جديا في البحث عن السلام الدائم ، كل ما هنالك أن تحافظ على الهدوء القائم .
أما سرا فيمكنك أن تدعم بسرية تامة الأجنحة المتطرفة بالتنظيمات الفلسطينية ، و أن تمدها بالمال ، و السلاح ، لتسكت أصوات الإعتدال بها ، مع تشديد الحصار الإنساني ، فتمنع حليب الأطفال ، و الدواء ، حتى يسهل التلويح بسيف التخوين لكل معتدل في أي تنظيم فلسطيني ، حتى تحبط أي محاولة للسلام الدائم ، على أن يغدو وزير خارجيتك ، أو رئيس مخابراتك ، و يروح ، بهمة ، و نشاط ، باديين ، من أجل السلام الذي لن يتحقق ، و بالمثل عليك إستقبال كل مبعوث للسلام ببشاشة ، و أن تسمعه ما يرغب ، و لكن لا تتمدى أكثر من ذلك .
كما يمكنك أن تنغمس في الأنشطة المقوضة للإستقرار في مناطق العالم المختلفة ، مادامت بعيدة عن إهتمام الدول الكبرى ، كما يفعل نظام آل مبارك ، و نظام آل سعود ، في الصومال ، حتى نجحا في تقويض كل جهود الأمم المتحدة ، و الإتحاد الأفريقي ، لإيجاد نظام صومالي قوي يحكم الصومال .
إقتصاديا ، و ماليا : عليك بالإنخراط في التجارة الحرة ، و أن تجعل بلادك شريكة فيها ، و لكن ليس مطلوب منك الإلتزام بقواعد التجارة الحرة داخليا ، فيمكنك أن تحتكر ، و أن تسرق ، و يمكنك أن تعتبر أن كل الثروات الجوفية ملك لك ، و لأسرتك ، بإختصار : أنت حر إقتصاديا ، و ماليا .
إجتماعياً ، و ثقافياً : عليك أن تكون كهف التشدد ، و عضد المتشددين ، و راعي الإصلاحية ، و نصير الإصلاحيين ، و ركن العلمانية ، و حامي العلمانيين .
عليك أن تجعل هؤلاء الثلاثة يدورون ، بلا إنقطاع ، وراء بعضهم البعض في دائرة ، تجلس أنت في مركزها لتراقب ، و لتمنع أن يلحق أي طرف بالأخرين ، أو بواحد منهما ، و بذلك يلوذ بك ثلاثتهم ، و تستمر الأحوال كما هي .
كما يمكنك أن تضرب قطاعات شعبك ببعضها البعض ، مثل بالتحريض ضد الأقليات الدينية ، و المذهبية ، و العرقية ، و الثقافية ، و إلى أخر القائمة ، شرط ألا تفلت الأمور من قبضتك ، و تتسبب في لغط دولي ، فكن على إنتباه شديد و أنت تلعب هذه اللعبة .
أما بالنسبة لحقوق الإنسان ، فعليك أن تتأكد بإنه ليس في دولتك لإنسان سواك ، و لمن شئت ، أي حق ، فإفعل بشعبك ما شئت ، شرط ألا تثير ضجيجا .
هذه بعض شروط الإنضمام لنادي الأنظمة العربية المعتدلة ، أو الحكام العرب المعتدلين ، و كلها كما هو واضح لا تقوم بدون الشرط الأول ، و هو النفاق ، أو شرط الوجهين .
بدون الوجهين لن تكون منهم ، لأنك ستكون إما طاغية صريح ، يثير الضجيج ، و المتاعب ، كما كان صدام حسين ، أو أنك بالفعل ديمقراطي حقا ، و في الحالين ليس لك مكان في نادي الأنظمة العربية المعتدلة ، و جميع الحكام المعتدلين العرب سيكونون ضدك .

03-06-2010
ملحوظة دائمة : برجاء تجاهل التلاعبات الأمنية الصبيانية في المقالات ، و التي تشمل التلاعب في النص ، سواء بتغيير كتابة الكلمات ، أو بالحذف و / أو الإضافة ، و ليكن تركيز القارئ الكريم على محتوى المقالات من أفكار .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

03-06-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق