الإخوان لا يريدون إسقاط النظام
ما قيمة إسقاط حكومة شفيق ؟
لا شيء ، فغدا بإمكان من يحركون الأمور من وراء الستار أن يقوموا بإحلال غيرها تتكون من شخصيات من التكنوقراط ، من أتباعهم .
نحن نذهب ، و نحن نأتي ، كما قال أحد المنتمين للنظام الذي خلف
تشاوشيسكو ، و الذي كان إمتداد لنظام تشاوشيسكو ، و هو خير وصف لما يمكن أن يحدث .
و ما قيمة الإستعجال في إنتخابات برلمانية ، و رئاسية ، و ربما محلية ،
مادامت تلك الإنتخابات ستجرى تحت إشراف النظام الذي أسسه مبارك ، و في ظل دستور معيب ، حتى بعد تعديله ؟؟؟
هل كان النضال ، و هؤلاء الشهداء ، و المفقودين ، و الجرحى ، من أجل زيادة عدد مقاعد المعارضة في البرلمان الجديد ، و ربما بضعة وزراء من المعارضة ؟؟؟
و نحن نعلم ما هي المعارضة المقصودة ، مع إسقاطنا لتلك الأحزاب الزائفة .
إنه التيار الإخواني ، الذي إنضم للثورة متأخراً ، و فقط بعد أن تأكد من قوتها ، و في معمعتها ذهب للتحاور ، أو التفاوض ، مع عمر سليمان ، و عقد صفقة مع النظام حين أعلن منذ البداية إنه لن ينافس إلا على ثلث مقاعد البرلمان ، و لا يريد الرئاسة .
الثورة ، و رغم إنها ليست إخوانية ، و لكنها أصبحت في نتائجها التي وصلت إليها في هذه المرحلة ، تبدو و كأنها إخوانية .
فالمطالب المحدودة للإخوان قد تحقق بعضها بالفعل ، و البقية في الطريق ، و أعني تعديل الدستور ، و قريبا الحزب الذي طالما حلموا به ، و معه بالطبع الجريدة اليومية ، أو الإسبوعية ، و بالتأكيد سوف يرخي النظام الذي أسسه مبارك الحبل للإخوان ليفوزوا بالثلث الذي طلبوه ، أو بقرابة الثلث ، أما البقية فلذلك النظام .
سيكون رئيس الجمهورية منه ، و أغلبية مجلس الشعب له ، و الحكومة بالتالي جزء منه .
ما يمكن أن أعلنه في هذه المرحلة أن الثورة تُسرق ، و الفضل في ذلك للصفقة التي تمت - بشكل غير مباشر - بين النظام الذي أسسه مبارك ، و لازال يحكمنا لليوم ، و جماعة الإخوان المسلمين .
كما كتبت في مقال : لا تقلق يا زين ، فالإخوان أقصاهم سياسياً المباركة ، لا يوجد ود بين النظام الذي أسسه مبارك ، و الإخوان ، و لهذا ذكرت في الفقرة السابقة : بشكل غير مباشر .
الصفقة في أساسها تقوم على نفس الفكرة التي ذكرتها في مقال : لا تقلق يا زين ، فالإخوان أقصاهم سياسياً المباركة ، و هي أن النظام يفهم الإخوان جيداً .
نظام مبارك فهم رسالة الإخوان عندما أعلنوا عن مطالبهم المتواضعة في معمعة الثورة ، و عندما ذهبوا للتفاهم مع عمر سليمان بينما دماء الشهداء لازالت ساخنة ، و وجد النظام في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها أن أفضل شيء له هو شق المعارضة ، بالتفاهم مع أكثر أطرافها تواضعا في المطالب ، و
أكثرها تخوفا على مكاسبه الماضية ، و التي حققها عندما إحتكر العمل السياسي المعارض بمعونة من النظام الحاكم .
الإخوان و كما هو واضح من مطالبهم ، و مطامحهم ، ليس هدفهم إسقاط النظام ، و هو عكس الشعار الذي نادينا به عندما هتفنا : الشعب يريد إسقاط النظام .
الشعار الذي سقط من أجله شهداء ، و نزف بسببه جرحى ، و إختفى بسببه مفقودين لا نعلم مصيرهم للساعة .
الإخوان فقط يريدون أن يوسع النظام محيط الدائرة التي يعملون فيها ، و أن يحسن من شروط العمل ، و ظروفه ، بالطبع لهم فقط ، و لكن لا مانع من وجود بعض الأحزاب الضعيفة ، و التي لا تسعى للتغيير الحقيقي ، و الجذري .
فيبقى إحتكار النظام للحكم ، و الإخوان للمعارضة و المجتمع ، و ليسقط التغيير ، لأنه يفتح الباب للأخرين ليعملوا بحرية .
فيبقى تقاسم الساحة السياسية بينهما ، و لكن في شروط أفضل للطرف الإخواني ، الذي إستفاد بتضحيات الأخرين .
إنها صفقة أخرى بين النظام و الإخوان ، بشروط أفضل للإخوان .
لكن النظام يبدو إنه لم يستوعب درس ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 .
النظام لا يريد أن يفهم إن هناك قوى سياسية - ثقافية - إجتماعية أخرى على الساحة المصرية ، فعالة ، و ليس فقط الإخوان .
هل لاحظ النظام كلمة : فعالة ، في الفقرة السابقة ؟؟؟
الثورة ستستمر ، و هي كما قلت سابقا واصفا إيها : كالفرنسية ، ستطول ، و بالفعل دامية .
قد تخبو نارها أحيانا ، و لكن جذوتها ستستمر مشتعلة ، و سرعان ما ستلتهب ، و لكنها ستستمر سلمية من جانبنا .
لن نقبل إلا بالتغيير الجذري للأفضل ، و من شروط التغيير إسقاط النظام برمته ، و إقتلاعه من جذوره .
تضحيات الشعب المصري السابقة ، و القادمة ، ليست لأجل فصيل معين قرر مساندة النظام ، و مساعدته على البقاء ، من أجل مصالحه الذاتية .
تضحيات الشعب المصري هي لأجل حاضره ، و مستقبل الأجيال المصرية القادمة .
الثورة لها حراس .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن
الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد
حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون
من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار
الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم -
إستعيدوا مصر
28-02-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق