الثلاثاء، 19 فبراير 2013

درس من القرآن في ضرورة إستئصال النظام الظالم بالكامل

درس من القرآن في ضرورة إستئصال النظام الظالم بالكامل
 
نعرف ، و لكن بالتأكيد لا نقبل أبداً ، الأسباب التي تدفع نظام طنطاوي - سليمان لحماية الطاغية المخلوع ، محمد حسني مبارك ، و تلك الأسباب هي :
أولاً : حسني مبارك هو رب نعمة هؤلاء الممسكين بالسلطة حالياً ، سواء في جهاز الإستخبارات السليمانية ، أو في المجلس العسكري ، فهو الذي إختارهم لشغل مناصبهم الحالية ، و ربما يحتفظ بأدلة تدينهم .
ثانيا : الضغوط السعودية - الإماراتية لحماية مبارك من إذلال المحاكمة ، و من المصير الوحيد الذي ينتظره لو وقف أمام محكمة مدنية عادلة علنية ، و هذه الضغوط السعودية - الإماراتية تزداد ثقلاً بالهبات المالية التي يعلن عنها ، و التي لا شك إن هناك هبات أخرى سرية موازية لها تجعل نظام طنطاوي - سليمان يصغي لمطالب النظامين ، السعودي و الإماراتي .
ثالثاً : يضاف للضغوط الخليجية المدعومة بالدولار النفطي ، ضغوط حكومة نتنياهو - ليبرمان لحماية مبارك ، فهي الحكومة التي نافست آل سعود في الوقوف بجانب مبارك حتى آخر لحظة ، حتى بعد أن تخلت عنه الأنظمة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الهامة في الإتحاد الأوروبي ، كما لا يمكن إغفال أن عمر سليمان - الركن الأهم في النظام الحاكم حالياً - و جهاز إستخباراته على علاقة وثيقة بكافة الأجهزة الأمنية السرية الإسرائيلية .
هذا عن مبارك ، فماذا عن بقية الكبار ؟
منطقياً فإن حماية مبارك تستتبع حماية بقية الكبار المسئولين عن جرائم عهد مبارك ، و أخص بالذكر الجرائم التي أرتكبت في عهد مبارك بحق ثوار ثورة 2011 .
لا يمكن أن يفلت المجرم الأكبر من المحاكمة ، دون أن يفلت كبار أعوانه من المجرمين .
لا يمكن تبرئة مبارك ، دون تبرئة نجله جيمي ، و تبرئة العادلي كذلك ، و غيرهما .
هذا عن الكبار ، فماذا عن الصغار ؟
لماذا لا يشتري نظام طنطاوي - سليمان سكوت الشعب بمحاكمة صغار المجرمين ، من متوسطي الرتب ، و صغارها ، من ضباط الشرطة ، و من هم أدنى منهم في السلك الوظيفي في جهاز الشرطة ؟؟؟
بالتأكيد ليس لإنهم يستطيعون ربط أنفسهم بالكبار ، لأن من المؤكد أن هؤلاء الصغار ليس بحوزتهم أدلة مادية تدين الكبار ، و بالتالي يمكن بسهولة الإدعاء بإنهم تصرفوا من تلقاء أنفسهم ، و إمتصاص الغضب الشعبي بالتخلص منهم ، حتى لو كان تأثير ذلك لن يستمر طويلاً .
و بالتأكيد ليس لإنه يشعر بالمسئولية تجاههم ، فالمواطن المصري هو أرخص شيء لدى الممسكين بالحكم ، و في موقف كهذا الذي يعيشه نظام طنطاوي - سليمان ، بعد أن إنكشف أخيراً للجميع حقيقته ، لا يهم نظام هو إمتداد لنظام مبارك أن يضحي برجاله الصغار ليشتري بعض الوقت .
الإجابة هي أن نظام طنطاوي - سليمان ينظر للمستقبل ، أي أبعد من اللحظة الراهنة ، خاصة بعد إطمأن لتحالفه مع جماعة الإخوان الإنتهازيين .
النظام ينظر ، و يخطط ، لما بعد الإنتخابات البرلمانية ، و الإنتخابات الرئاسية ، و المسألة كلها بضعة أشهر .
النظام الحاكم يعتقد إنه سيستمر في الحكم بعد الإنتخابات الرئاسية تحت مسمى آخر ، قد يكون نظام عمرو موسى ، أو نظام شرف ، أو نظام عمر سليمان ، أو نظام طنطاوي ، أو أي أسم آخر لا يخطر على بالنا ، مثلما لم يخطر أسم عصام شرف كرئيس للوزراء على بال أحد منا ، فالنظام في جعبته الكثير من العملاء .
إنه متأكد من الإستمرارية ، و الأسماء لا تهم ، و له بعض الحق في ظنه هذا ، لأن نتيجة الإنتخابات في هذه المرحلة محسومة لصالح النظام الحاكم ، و حلفائه الإخوانيين الإنتهازيين .
النظام الحاكم يظن أن الإنتخابات ستضفي الشرعية عليه ، و هي الشرعية التي يفتقدها الآن .
لقد عاين الشعب المصري في أواخر يونيو 2011 وحشية النظام ، و من قبل في الثامن من إبريل 2011 ، و هي وحشية حدثت في وقت يفتقد فيه النظام الحاكم للشرعية ، فما بالنا عندما يتدثر برداء الشرعية الإنتخابية ؟؟؟
ما عايناه في الفترة الماضية من تعامل وحشي مع المتظاهرين ، و المعتصمين ، السلميين ، و من ضرب ، و إهانة ، و هتك للأعراض ، و سفك للدماء ، ليس إلا عينة بسيطة لما سنراه في المستقبل ، لو جرت أية إنتخابات ، و لو بقى ذلك النظام تحت أي مسمى ، لا قدر الله .
النظام الحاكم يعرف إنه سيحتاج جهاز الشرطة الذي تربى في عهد سيده مبارك ، و هو يرسل رسالة طمأنة لرجال جهاز الشرطة .
النظام يقول لرجال جهاز الشرطة : أنظروا كيف إن جرائمكم الواضحة في الفترة بين الخامس و العشرين من يناير ، و الحادي عشر من فبراير ، 2011 ، لم يقتص أحد من مرتكبيها ، فإطمئنوا ، و أطيعوا ، و إقمعوا بقسوة عندما نأمركم ، فنحن مثلما نأمركم ، فإننا نحميكم ، و نجزل لكم العطاء أيضاً .
القمع سيكون أشد قسوة ، و أكثر وحشية ، بعد كل إنتخابات .
لهذا من الخطأ السماح بأية إنتخابات في ظل هذا النظام ، أو في ظل أي نظام يكون هو الأخر إمتداد لعهد مبارك .
و من الخطأ ، و الخطر ، التهاون في مسألة محاكمة صغار المجرمين .
لنتذكر دائماً أن فرعون لم يغرق وحدة .
إنه درس من القرآن الكريم في ضرورة إستئصال النظام الظالم بالكامل .
لن نسمح - إن شاء الله - بأن يبقى أعوان مبارك في السلطة ، و لن نترك مجرم يهرب من العدالة ، يستوي في ذلك المجرم الكبير ، و المجرم الصغير ، أو فرعون ، و هامان ، و جنودهما ، و وسيلتانا لتحقيق ذلك هما : النضال السلمي ، و القضاء المدني العادل العلني ، فلسنا فوضويين ، و لسنا إرهابيين ، و لسنا دمويين ، لسنا كما يريد أعداؤنا أن نكون .
ملحوظة تعد جزء من المقال : في هذا الشأن يمكن الإطلاع على مقال قديم لشخصي البسيط ، نشر منذ عدة سنوات ، عنوانه : فأغرقناهم أجمعين ، لا للعفو عن الرتب الصغرى ، و يوجد أيضاً كتسجيل صوتي بنفس العنوان في يوتيوب .
 
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

06-07-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق