يوم الإستفتاء يوم للغضب
إصرار عمر سليمان على المضي في خطته لرسم مستقبل مصر ، معتمداً على تحالفه مع الإخوان ، ظنا منه إنه بذلك قد شق صف المعارضة ، و أضعفها ، يجعلني أهبط بتقديري لذكائه ، لأن في ذلك دليل على أن تجربة الثورة لم تضف الكثير لعمر سليمان ، أي إنه لم يتعلم الكثير خلال ما إنقضى من عام 2011 ، و حتى اليوم ، الثالث عشر من مارس 2011 .
فبرغم ثورة شعبية سلمية أطاحت بسيده السابق عن عرشه ، على مرأى و مسمع منه ، ثورة شعبية لم يصنعها الإخوان ، و لم يشاركوا فيها في أيامها الأولى العصيبة ، و فقط إنضموا إليها بعد أن تأكدوا من شدة زخمها ، برغم ذلك لازال عمر سليمان يتعامل سياسيا على أن الإخوان هم القوة الرئيسية على الساحة المصرية ، و أن ضمهم لخطته يضمن نجاحها ، و كأنه غير واعي بأنه نفسه كان أحد الذين أسهموا في صناعة أسطورة الإخوان الذين لا يقهرون ، و ضخم قوتهم تضخيم غير حقيقي بإقصاء الأخرين بالقسر .
كل ما حدث من خطوات في مسار رسم مستقبل مصر بعد حسني مبارك يدل على تلك الخطة الخبيثة ، خطة تقاسم المنافع .
أولى تلك الخطوات كانت تشكيل لجنة لتعديل الدستور مختلة في موزاين تشكيلها ، حيث الأغلبية للإخوان ، مع إستبعاد كلي لكافة التيارات السياسية الأخرى ، و كانت النتيجة المنطقية لذلك الإختلال هي تعديلات دستورية معيبة هدفها ذهاب رئاسة الجمهورية لواحد من أتباع النظام الذي أسسه حسني مبارك ، و الأغلبية البرلمانية للحزب الوطني - سواء إحتفظ بإسمه ، أو تغير - مع قضمة معتبرة للإخوان ، حددوها من قبل بثلث مقاعد البرلمان .
و كأن الثورة كانت إخوانية ، أو إنها قامت من أجلهم .
حتى لو كان عمر سليمان يدرك الحقيقة ، و يعرف وزن الإخوان الحقيقي ، فإن في ذلك أيضا دليل أكبر على غباء عمر سليمان ، لأن الثورة - كما ذكرت - لم تكن إخوانية ، وبالتالي لتستمر فهي ليست بحاجة لإشارة المرشد الإخواني ، ولن تتوقف بإشارة منه أيضاً .
سيقول البعض الأن ، من عملاء النظام ، و من السذج ، لماذا الغضب ، و هناك إستفتاء ؟
الرد على هؤلاء يقوم على فهم حقيقية من كان يقوم بالتصويت في الإنتخابات الماضية .
يجب قبل أن نقبل الإحتكام لإستفتاء فهم حقيقة من يملك بطاقات إنتخابية .
الذين يملكون بطاقات إنتخابية يمكن تقسيمهم إلى أربعة شرائح :
أولاً : أعضاء الحزب الوطني ، و كافة عملاء النظام الذي أسسه حسني مبارك .
ثانيا : أعضاء جماعة الإخوان المسلمين .
ثالثا : البسطاء الذين كانوا يرون في مواسم الإنتخابات ، و الإستفتاءات ، مناسبات للحصول على بعض المال ، و أحيانا وجبات طعام .
رابعا : قلة واعية سياسياً ، لا تنتمي للشرائح الثلاثة السابقة ، و هي أقل الشرائح الأربعة عدداً ، لأنها جاءت من شريحة إجتماعية تدرك عقم التصويت ، و بالتالي لم تحرص على إصدار بطاقات إنتخابية ، مع ملاحظة أن تلك القلة تنبثق عن الشريحة الممثلة للعمود الفقري لثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 .
إنها قلة من حيث عدد البطاقات التي تملكها ، أغلبية في الشارع المصري .
فإذا أضفنا لتلك الخريطة السيئة التوزيع ، عودة البلطجة مع تعيين لص الأراضي وزير للداخلية ، و عدم الشفافية في عملية التصويت ، حتى بعد التعديلات المعيبة ، و إستعجال غير طبيعي لتمرير تلك التعديلات ، دون إعطاء فرصة كافية لشرح الموقف للرأي العام بشكل مرضي ، فيمكن القول إنه لا توجد أدنى فرصة لكلمة : لا ، لتفوز .
لو قبلنا بالإستفتاء ، في ظل الظروف الحالية ، فكأننا نقبل للخصم أن يكون لاعب ، و حكم ، في نفس الوقت .
لسنا أغبياء ، أو بلهاء ، لنقبل أن يكون الخصم ، هو الحكم أيضا .
لن نخون ثورتنا ، و لن نفرط في دماء شهدائنا .
إذاً يبقى لنا الشارع لنقول قولتنا : لا لتعديلات معيبة فصلت من أجل فصيلين إثنين فقط .
يبقى لنا ميدان التحرير لنقول : لا لتعديلات تسرق الثورة ، و تهدر دماء شهدائها ، من أجل مصالح نفس المجموعة الفاسدة التي حكمتنا ثلاثين عاما تقريبا ، و لحليفتها الجديدة الإنتهازية .
يا عمر يا سليمان ، لقد أسقطنا سيدك من قبل ، و نحن بعون الله قادرين على أن نسقط دستورك بأكلمه ، و نستكمل ثورتنا .
نحن لسنا من هؤلاء الثوريين الموسميين الذين عهدتهم من قبل في حركة كفاية ، ثم في حركة التغيير ، الذين يلتزمون بالقواعد التي تضعها .
نحن لسنا البرادعي الذي يتشرط ، و يتقرط ، و يتغنج ، قبل أن ينزل لميدان النضال .
لسنا مثل البرادعي الذي ينسحب ، و يهرب عندما يرى الطريق مسدود ، و يقفز ليظهر في الصورة عندما تحين الفرصة .
شعارنا لم يتغير ، و دائما صوب أعيننا .
شعارنا : أن درب العدالة عندما يضيق ، و باب الحرية عندما يغلق ، لا يكون أمامنا سوى أن نمسك بالمعول لنوسع الدرب ، و أن نطرق الباب حتى يفتح أو يتحطم .
دستوركم ، يا عمر ، و يا إخوان ، و يا بقية الفاسدين ، و حلفائكم
الإنتهازيين ، مع تعديلاته ، لن نقبله ، حتى لو أسميتموه الدستور
الدائم ، أو حتى الخالد ، و حتى لو وضعت ألف مادة فيه تمنع تعديله .
لقد أسقطنا ذلك الطاغية الجبار المتكبر من شهر تقريبا ، فهل سيصعب علينا أن نسقط دستوركم المعيب ، مع تعديلاته ؟
لا يجب الإكتفاء أبداً بالمقاطعة ، أو بالتصويت بلا .
بل يجب القيام بعمل حاسم فعال ، و أعتقد إنه ميدان التحرير ، إلا أنني أترك للقادة الميدانيين تقدير الموقف ، و التنسيق مع القوى الأخرى ، كما هي السياسة المتبعة ، و كما سبق في الدعوة لإحتلال مجلس الشعب في صباح السابع من فبراير 2011 .
ما نعدكم به يا عمر ، أنت و حلفائك الجدد الإنتهازيين ، أن الثورة
ستطول ، و أن النصر سيكون في النهاية لنا بمشيئة الله .
فبرغم ثورة شعبية سلمية أطاحت بسيده السابق عن عرشه ، على مرأى و مسمع منه ، ثورة شعبية لم يصنعها الإخوان ، و لم يشاركوا فيها في أيامها الأولى العصيبة ، و فقط إنضموا إليها بعد أن تأكدوا من شدة زخمها ، برغم ذلك لازال عمر سليمان يتعامل سياسيا على أن الإخوان هم القوة الرئيسية على الساحة المصرية ، و أن ضمهم لخطته يضمن نجاحها ، و كأنه غير واعي بأنه نفسه كان أحد الذين أسهموا في صناعة أسطورة الإخوان الذين لا يقهرون ، و ضخم قوتهم تضخيم غير حقيقي بإقصاء الأخرين بالقسر .
كل ما حدث من خطوات في مسار رسم مستقبل مصر بعد حسني مبارك يدل على تلك الخطة الخبيثة ، خطة تقاسم المنافع .
أولى تلك الخطوات كانت تشكيل لجنة لتعديل الدستور مختلة في موزاين تشكيلها ، حيث الأغلبية للإخوان ، مع إستبعاد كلي لكافة التيارات السياسية الأخرى ، و كانت النتيجة المنطقية لذلك الإختلال هي تعديلات دستورية معيبة هدفها ذهاب رئاسة الجمهورية لواحد من أتباع النظام الذي أسسه حسني مبارك ، و الأغلبية البرلمانية للحزب الوطني - سواء إحتفظ بإسمه ، أو تغير - مع قضمة معتبرة للإخوان ، حددوها من قبل بثلث مقاعد البرلمان .
و كأن الثورة كانت إخوانية ، أو إنها قامت من أجلهم .
حتى لو كان عمر سليمان يدرك الحقيقة ، و يعرف وزن الإخوان الحقيقي ، فإن في ذلك أيضا دليل أكبر على غباء عمر سليمان ، لأن الثورة - كما ذكرت - لم تكن إخوانية ، وبالتالي لتستمر فهي ليست بحاجة لإشارة المرشد الإخواني ، ولن تتوقف بإشارة منه أيضاً .
سيقول البعض الأن ، من عملاء النظام ، و من السذج ، لماذا الغضب ، و هناك إستفتاء ؟
الرد على هؤلاء يقوم على فهم حقيقية من كان يقوم بالتصويت في الإنتخابات الماضية .
يجب قبل أن نقبل الإحتكام لإستفتاء فهم حقيقة من يملك بطاقات إنتخابية .
الذين يملكون بطاقات إنتخابية يمكن تقسيمهم إلى أربعة شرائح :
أولاً : أعضاء الحزب الوطني ، و كافة عملاء النظام الذي أسسه حسني مبارك .
ثانيا : أعضاء جماعة الإخوان المسلمين .
ثالثا : البسطاء الذين كانوا يرون في مواسم الإنتخابات ، و الإستفتاءات ، مناسبات للحصول على بعض المال ، و أحيانا وجبات طعام .
رابعا : قلة واعية سياسياً ، لا تنتمي للشرائح الثلاثة السابقة ، و هي أقل الشرائح الأربعة عدداً ، لأنها جاءت من شريحة إجتماعية تدرك عقم التصويت ، و بالتالي لم تحرص على إصدار بطاقات إنتخابية ، مع ملاحظة أن تلك القلة تنبثق عن الشريحة الممثلة للعمود الفقري لثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 .
إنها قلة من حيث عدد البطاقات التي تملكها ، أغلبية في الشارع المصري .
فإذا أضفنا لتلك الخريطة السيئة التوزيع ، عودة البلطجة مع تعيين لص الأراضي وزير للداخلية ، و عدم الشفافية في عملية التصويت ، حتى بعد التعديلات المعيبة ، و إستعجال غير طبيعي لتمرير تلك التعديلات ، دون إعطاء فرصة كافية لشرح الموقف للرأي العام بشكل مرضي ، فيمكن القول إنه لا توجد أدنى فرصة لكلمة : لا ، لتفوز .
لو قبلنا بالإستفتاء ، في ظل الظروف الحالية ، فكأننا نقبل للخصم أن يكون لاعب ، و حكم ، في نفس الوقت .
لسنا أغبياء ، أو بلهاء ، لنقبل أن يكون الخصم ، هو الحكم أيضا .
لن نخون ثورتنا ، و لن نفرط في دماء شهدائنا .
إذاً يبقى لنا الشارع لنقول قولتنا : لا لتعديلات معيبة فصلت من أجل فصيلين إثنين فقط .
يبقى لنا ميدان التحرير لنقول : لا لتعديلات تسرق الثورة ، و تهدر دماء شهدائها ، من أجل مصالح نفس المجموعة الفاسدة التي حكمتنا ثلاثين عاما تقريبا ، و لحليفتها الجديدة الإنتهازية .
يا عمر يا سليمان ، لقد أسقطنا سيدك من قبل ، و نحن بعون الله قادرين على أن نسقط دستورك بأكلمه ، و نستكمل ثورتنا .
نحن لسنا من هؤلاء الثوريين الموسميين الذين عهدتهم من قبل في حركة كفاية ، ثم في حركة التغيير ، الذين يلتزمون بالقواعد التي تضعها .
نحن لسنا البرادعي الذي يتشرط ، و يتقرط ، و يتغنج ، قبل أن ينزل لميدان النضال .
لسنا مثل البرادعي الذي ينسحب ، و يهرب عندما يرى الطريق مسدود ، و يقفز ليظهر في الصورة عندما تحين الفرصة .
شعارنا لم يتغير ، و دائما صوب أعيننا .
شعارنا : أن درب العدالة عندما يضيق ، و باب الحرية عندما يغلق ، لا يكون أمامنا سوى أن نمسك بالمعول لنوسع الدرب ، و أن نطرق الباب حتى يفتح أو يتحطم .
دستوركم ، يا عمر ، و يا إخوان ، و يا بقية الفاسدين ، و حلفائكم
الإنتهازيين ، مع تعديلاته ، لن نقبله ، حتى لو أسميتموه الدستور
الدائم ، أو حتى الخالد ، و حتى لو وضعت ألف مادة فيه تمنع تعديله .
لقد أسقطنا ذلك الطاغية الجبار المتكبر من شهر تقريبا ، فهل سيصعب علينا أن نسقط دستوركم المعيب ، مع تعديلاته ؟
لا يجب الإكتفاء أبداً بالمقاطعة ، أو بالتصويت بلا .
بل يجب القيام بعمل حاسم فعال ، و أعتقد إنه ميدان التحرير ، إلا أنني أترك للقادة الميدانيين تقدير الموقف ، و التنسيق مع القوى الأخرى ، كما هي السياسة المتبعة ، و كما سبق في الدعوة لإحتلال مجلس الشعب في صباح السابع من فبراير 2011 .
ما نعدكم به يا عمر ، أنت و حلفائك الجدد الإنتهازيين ، أن الثورة
ستطول ، و أن النصر سيكون في النهاية لنا بمشيئة الله .
أحمد محمد عبد
المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق
بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين
الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد
محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية :
الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري :
بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا
مصر
13-03-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق