الديمقراطية في مصر هي لصالح أهالي غزة
منذ القطيعة السياسية التي حدثت منذ سنوات بين قطاع غزة ، و الضفة الغربية ، لم يمر وقت على الغزاويين أفضل من الوقت الحالي ، فهناك إحتمال قائم لإنتخابات رئاسية ، و برلمانية ، و الأهم هو قرار المجلس العسكري الحاكم فتح الحدود مع قطاع غزة ، و هو قرار من القرارات النادرة التي صدرت عن المجلس العسكري الحاكم و التي تستحق الإشادة ، لأن مصر لا يجب أن تكون شريكة في جريمة ضد الإنسانية ، كتلك الجريمة التي كانت تُرتكب بحق الغزاويين في عهد مبارك ، و على يد عمر سليمان .
إذاً عندما تكون الظروف كلها تسير في صالح تخفيف معاناة أهالي غزة ، و في صالح إعادة الحيوية للحياة السياسية الفلسطينية ، بما يعطي الأمل في أن تزهر الديمقراطية في فلسطين ، كما أزهرت في تونس ، فإنني لا أرى الآن أي داعي لتلك المسيرات التي يراد بها إظهار الدعم لقطاع غزة ، خاصة في وقت إسترجع أعداء الثورة - و على رأسهم جهاز الشرطة ، و بخاصة بقايا مباحث أمن النظام - قوتهم ، و أصبحت عملية القضاء على القليل الذي حققته الثورة ، تسير بخطى متسارعة .
في الوقت الراهن أي تظاهرة تذهب لغير الدفاع عن مكتسبات الثورة ، و إستكمال بقية المطالب ، تعد عبث محض ، و أهدار للجهود ، بل و مشاركة في جريمة القضاء على القليل الذي أنجزته الثورة ، و سحق لكل أمل في حياة ديمقراطية سليمة .
لنسأل هؤلاء المنقادين لمخطط جهاز الشرطة ، و تحالف الإستخبارات السليمانية مع الإخوان الإنتهازيين ، الأسئلة التالية :
هل تمت كتابة دستور جديد ، دستور 2012 ، يكون أساس لحقبة جديدة ، و هو مطلب قديم ذكرته في مقالات عدة منها مقال : دستور جديد ، دستور 2012 ، هذا هو المطلب ، و الذي نشر في العاشر من مارس 2011 ؟؟؟
هل تم إصلاح النظام الإنتخابي البرلماني المصري ، و أصبح نصف أعضاء مجلس الشعب بالقائمة ، و النصف الأخر بالفردي ، كما في مقال : نصف بالقائمة ، و نصف بالفردي ، و الذي نشر في السابع عشر من مارس 2011 ؟؟؟
هل تمت الإستجابة لمطلبنا بشأن إنتخاب قيادات الحكم المحلي ، من عمدة القرية ، إلى محافظ المحافظة ، مروراً برئيس الحي ، و رئيس المدينة ، و هو كذلك مطلب قديم ؟؟؟
هل تم إنجاز مهمة تحرير الإعلام ، و تم فعلاً إطلاق حرية إصدار الصحف ، و المجلات ، المطبوعة ، و تحرير إنشاء محطات للإذاعة المسموعة ، خاصة على موجات الإف إم ، و تحرير عملية إنشاء محطات الإذاعة المرئية ، الفضائية ، و الأرضية ، كما ذكر في مقال : لكن النضال من أجل العدالة و الديمقراطية و القصاص لن يتوقف ، و الذي نشر الحادي و العشرين من مارس 2011 ؟؟؟
هل تم تحرير الإعلام الرسمي ، و إيجاد هيئة محايدة تقوم بإدارة التلفزيون المصري الرسمي ، و محطات الإذاعة المسموعة الرسمية ، تجعل الإعلام الرسمي بعيد عن سيطرة النظام الحاكم ، فيصبح في خدمة الشعب المصري ، و ليس النظام الحاكم المصري أياً كان إسمه ، أو إنتمائه ؟؟؟
هل تم تحرير الجامعات المصرية المملوكة للدولة من قبضة السلطة ، كما ذكر في مقال : لكن النضال من أجل العدالة و الديمقراطية و القصاص لن يتوقف ؟؟؟
هل تم تيسير إنشاء الأحزاب ، أم إن تحالف السلطة مع الإخوان ، قام بزيادة الأعداد المطلوبة لتأسيس الأحزاب ؟؟؟
هل تم تطهير وزارة الخارجية ، و أصبحت أي هيئة دبلوماسية مصرية بالخارج حصن لكل مواطن مصري بصرف النظر عن إتجاهاته السياسية ، أم إنها لازالت مأوى لأجهزة القمع ، مثل المخابرات السليمانية ، و مباحث أمن النظام ؟؟؟
و هل توقفت الأجهزة الأمنية القمعية - المصرية بالإسم - عن التعاون مع الأجهزة الأمنية الأجنبية الفاسدة ضد الناشطين السياسيين المصريين بالخارج ؟؟؟
أعتقد أن تجربتي التي ذكرتها في مقال : التهديدات مستمرة ، و التمثيلية لازالت تعرض ، و الذي نشر في الثاني و العشرين من إبريل 2011 ، مثال جيد لسيطرة الأمن على الدبلوماسية المصرية .
هل تم ضمان سلامة ، و حرية ، كافة المعارضين للسلطة ، سواء من يقيمون بالمنافي ، أو بداخل مصر ، و هل تم تحرير كافة السجناء السياسيين ، القابعين خلف جدارن المعتقلات بلا أحكام قضائية مدنية نزيهة ، أم أن ضمان السلامة ، و تحرير المعتقلين ، تم فقط لصالح من تحالف مع السلطة الحالية ؟؟؟
هل تمت عملية تنقية كافة القوانين المصرية من شوائب الإستبداد ، و القمع ؟؟؟
الأسئلة ستطول ، لأن ما أنجز قليل للغاية ، و هذه هي الحقيقة المؤلمة .
إذاً عندما نترك كل هذه المطالب غير منجزة ، و غيرها من المطالب ، و نسير خلف جهاز الشرطة ، و تحالف الإخوان مع المخابرات السليمانية ، لنهتف لغزة ، في وقت أخذت فيه الأحوال في غزة في التحسن ، فإننا نخون شهداء الثورة ، الذين هتفوا من أجل سقوط النظام ، و ليس فقط من أجل سقوط أسرة مبارك .
شهداء ثورة 2011 لم يقدموا نفوسهم الغالية من أجل إنسحاب عمر سليمان لخلف الستار ، و من أجل حل جهاز مباحث أمن النظام إسمياً ، و من أجل زيادة عدد مقاعد الإخوان الإنتهازيين في مجلس الشعب ، و إنما من أجل ديمقراطية حقيقية كاملة تستمر .
كما أن علينا أن نتذكر بأن كل الإيجابيات التي تحققت على يد مصر لصالح أهالي غزة ، إنما تمت بعد أن خطونا خطوة ، و لو واحدة ، نحو الديمقراطية .
لم يكن من الممكن الحلم بفتح الحدود مع غزة قبل سقوط مبارك .
إذاً الديمقراطية في مصر هي لصالح أهالي غزة .
إذاً نضالنا السلمي من أجل إستكمال الديمقراطية المصرية ، هو بشكل غير مباشر ناضل من أجل حياة إنسانية كريمة لأهالي القطاع ، تحررهم من قبضة المعاناة المادية أولاً ، و الإستبداد السياسي فيما بعد .
إذاً لنعود لساحة النضال المصري السلمي من أجل ديمقراطية مصرية حقيقية ، و ليكن هتافنا من أجل مطالبنا الديمقراطية الطبيعية التي لم يتحقق منها شيء .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد
الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد
حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون
من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار
الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم -
إستعيدوا مصر
14-05-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق