حتى
لا تصبح ديمقراطياتنا مثل ديمقراطية رومانيا
منذ عدة سنوات ، و أثناء الولادة المتعسرة للديمقراطية
العراقية في القرن الحادي و العشرين ، صرح مسئول بارز في إدارة ج . دبليو . بوش ،
بتصريح هدفه تقليل الإنتقادات ، بتقليل سقف الطموحات ، في الشأن الديمقراطي العراقي
، فإعتبر إنهم - أي في إدارة بوش - لم يأملوا إلا في ديمقراطية عراقية مثيلة
للديمقراطية الرومانية .
تصريح ربما نسيه العراقيون الأن ، و ربما حتى لم يأخذ الكثير من إهتمامهم وقتها ، و لكنه هنا - في رومانيا ، حيث المنفى - أثار عاصفة كبيرة ، لم تهدأ إلا بعد وقت طويل ، و لازال الشعب الروماني يتذكر ذلك التصريح جيداً ، ذلك إنهم شعروا بالإهانة الكبيرة ، فهم رغم علمهم بأن ديمقراطيتهم ليست مثالية على الإطلاق ، و يعلمون جيداً مساوئها ، و يعلمون أن ثورتهم التي أثارت إنتباه العالم ، و إعجابه ، منذ عقدين ، يشوبها الكثير من الشكوك عن مؤامرات ، و غير ذلك ، إلا أنهم ، و هم الحساسون جداً لصورتهم الخارجية ، كأفراد ، و كشعب ، صدموا عندما علموا برأي العالم الخارجي في نظامهم السياسي ، و هم الذين يتلهفون للحصول على القبول لدى العالم الأول ، رغم أن ذلك الرأي لا يختلف عن رأيهم هم أنفسهم في ديمقراطيتهم ، و لكنها الحساسية التي أشرت إليها آنفاً .
فما هي طبيعة الديمقراطية الرومانية هذه ؟
الديمقراطية الرومانية من حيث الشكل ، ديمقراطية مكتملة المعالم الخارجية ، فهناك دستور ، و مجلس تشريعي من غرفتين ، حتى الأن ، و رئيس منتخب لا يستطيع البقاء أكثر من فترتين ، و إعلام متعدد الوسائط ، يفترض إنه حر ، و كافة الأشكال التي يمكن أن تجدها في أي ديمقراطية حقيقية .
العيب ليس لنقص في المظاهر ، و إنما في الجوهر ، أو في التطبيق .
العيب ولد مصاحبا لميلاد هذه الديمقراطية ، حين تم التغاضي عن منع العاملين في النظام السابق ، من السياسيين ، و العاملين بالأجهزة الأمنية ، من العمل في السياسية ، و تقلد المناصب الأمنية ، و القيادية ، الحساسة ، فأصبحت الطبقة السياسية بأسرها تحت رحمة جهاز الإستخبارات الروماني ، الذي يملك ملفات كل هؤلاء الساسة ، إن شاء أخفاها ، و إن شاء سربها .
النتيجة كانت رئيس حالي ، كالألعبان ، يتحدى الجميع جهرة أن يجدوا ملفه ، و لا يتورع عن إستخدام الأجهزة الأمنية ضد خصومه ، و سياسية بارزة حاولت أن تلبس ثوب الطهر السياسي ، فتم إخراج ملفها للعلن ليثبت إنها كانت تعمل كمخبرة للأجهزة الأمنية عندما كانت تعمل في حقل التدريس إبان العهد البائد ، لتتحطم نهائيا ً، و هذان مثالين من سيل من الأمثلة .
رومانيا دولة ديمقراطية في الظاهر ، و لكنها ديمقراطية الإستخبارات في الحقيقة .
هذه هي الديمقراطية الرومانية التي لم تحلم إدارة بوش الإبن بأكثر منها للشعب العراقي ، و هذا هو السبب الذي يقف وراء ضعف الديمقراطية الرومانية ، فهل يرغب الشعب العراقي في أن تصبح ديمقراطيته المثيل الشرق أوسطي لتلك الديمقراطية ؟؟؟
هل بعد كل هذه الدماء ، و التضحيات البشرية ، و المادية ، و التي لازالت تقدم للأن ، يرغب العراقيون في أن تصبح ديمقراطيتهم ، ديمقراطية إستخباراتية ، أو عسكرية ، يتحكم فيها جهاز إستخبارات ، أو جيش ؟؟؟
المسألة يجب أن يعالجها الشعب العراقي بمجموعة ، بعيداً عن النعرات الطائفية ، و العرقية ، لأنها قضية في غاية الأهمية ، تهم عموم العراقيين ، و إن لم يتم من الأن التخلص من كل أذناب ، و مخالب ، النظام السابق ، بغض النظر عن هوياتهم الطائفية ، و العرقية ، فلن يتمكن من ذلك قبل مرور جيل على الأقل ، كما الأن في رومانيا ، التي يتطلع شعبها إلى عامل الزمن ، حين تفنى تلك الطبقة السياسية - الإستخباراتية ، بحكم الموت الطبيعي ، أو الشيخوخة .
لا يجب أن يرضخ العراق لضغوط الولايات المتحدة الأمريكية ، للعفو عن عملاء العهد السابق ، لأن الولايات المتحدة لا تنظر في معظم الأوقات إلا لمصالحها القصيرة الأمد ، و هي على العموم لم تحلم للعراقيين بأكثر من ديمقراطية على النمط الروماني ، و لم تكن يوما مروج عملي للديمقراطية الحقيقية ، و حقوق الإنسان ، على الساحة الدولية ، مع التشديد على كلمة عملي في العبارة .
إن ما أطالب به الشعب العراقي الأن ، أطالب به الشعب المصري ، الذي يجب حين يأتي وقت ميلاد الديمقراطية المصرية ، ألا يتوانى عن منع كل من عمل في ، أو تعاون مع ، الأجهزة الأمنية ، و أعضاء الحزب الوطني ، و شبيبة مبارك ، و الحرس الجمهوري ، من تلقد أي منصب عام ، و أطالب به كل شعوب منطقتنا ، فنحن لا نريد ديمقراطيات في منطقتنا على النمط الروماني .
أعتقد أن القراء الكرام الذين يتابعون مقالاتي ، يعون الأن أسباب متاعبي مع جهاز الإستخبارات الروماني ، و إتهامي له - بناء على أدلة متعددة - بالتعاون مع جهازي الإستخبارات المصرية ، و السورية ، فرومانيا لا تختلف في الجوهر السياسي - الأمني كثيراً عن مصر ، أو سوريا ، في الوقت الراهن ، و لكن لتكن مختلفة الأن عن العراق ، و في المستقبل عن بقية منطقتنا .
تصريح ربما نسيه العراقيون الأن ، و ربما حتى لم يأخذ الكثير من إهتمامهم وقتها ، و لكنه هنا - في رومانيا ، حيث المنفى - أثار عاصفة كبيرة ، لم تهدأ إلا بعد وقت طويل ، و لازال الشعب الروماني يتذكر ذلك التصريح جيداً ، ذلك إنهم شعروا بالإهانة الكبيرة ، فهم رغم علمهم بأن ديمقراطيتهم ليست مثالية على الإطلاق ، و يعلمون جيداً مساوئها ، و يعلمون أن ثورتهم التي أثارت إنتباه العالم ، و إعجابه ، منذ عقدين ، يشوبها الكثير من الشكوك عن مؤامرات ، و غير ذلك ، إلا أنهم ، و هم الحساسون جداً لصورتهم الخارجية ، كأفراد ، و كشعب ، صدموا عندما علموا برأي العالم الخارجي في نظامهم السياسي ، و هم الذين يتلهفون للحصول على القبول لدى العالم الأول ، رغم أن ذلك الرأي لا يختلف عن رأيهم هم أنفسهم في ديمقراطيتهم ، و لكنها الحساسية التي أشرت إليها آنفاً .
فما هي طبيعة الديمقراطية الرومانية هذه ؟
الديمقراطية الرومانية من حيث الشكل ، ديمقراطية مكتملة المعالم الخارجية ، فهناك دستور ، و مجلس تشريعي من غرفتين ، حتى الأن ، و رئيس منتخب لا يستطيع البقاء أكثر من فترتين ، و إعلام متعدد الوسائط ، يفترض إنه حر ، و كافة الأشكال التي يمكن أن تجدها في أي ديمقراطية حقيقية .
العيب ليس لنقص في المظاهر ، و إنما في الجوهر ، أو في التطبيق .
العيب ولد مصاحبا لميلاد هذه الديمقراطية ، حين تم التغاضي عن منع العاملين في النظام السابق ، من السياسيين ، و العاملين بالأجهزة الأمنية ، من العمل في السياسية ، و تقلد المناصب الأمنية ، و القيادية ، الحساسة ، فأصبحت الطبقة السياسية بأسرها تحت رحمة جهاز الإستخبارات الروماني ، الذي يملك ملفات كل هؤلاء الساسة ، إن شاء أخفاها ، و إن شاء سربها .
النتيجة كانت رئيس حالي ، كالألعبان ، يتحدى الجميع جهرة أن يجدوا ملفه ، و لا يتورع عن إستخدام الأجهزة الأمنية ضد خصومه ، و سياسية بارزة حاولت أن تلبس ثوب الطهر السياسي ، فتم إخراج ملفها للعلن ليثبت إنها كانت تعمل كمخبرة للأجهزة الأمنية عندما كانت تعمل في حقل التدريس إبان العهد البائد ، لتتحطم نهائيا ً، و هذان مثالين من سيل من الأمثلة .
رومانيا دولة ديمقراطية في الظاهر ، و لكنها ديمقراطية الإستخبارات في الحقيقة .
هذه هي الديمقراطية الرومانية التي لم تحلم إدارة بوش الإبن بأكثر منها للشعب العراقي ، و هذا هو السبب الذي يقف وراء ضعف الديمقراطية الرومانية ، فهل يرغب الشعب العراقي في أن تصبح ديمقراطيته المثيل الشرق أوسطي لتلك الديمقراطية ؟؟؟
هل بعد كل هذه الدماء ، و التضحيات البشرية ، و المادية ، و التي لازالت تقدم للأن ، يرغب العراقيون في أن تصبح ديمقراطيتهم ، ديمقراطية إستخباراتية ، أو عسكرية ، يتحكم فيها جهاز إستخبارات ، أو جيش ؟؟؟
المسألة يجب أن يعالجها الشعب العراقي بمجموعة ، بعيداً عن النعرات الطائفية ، و العرقية ، لأنها قضية في غاية الأهمية ، تهم عموم العراقيين ، و إن لم يتم من الأن التخلص من كل أذناب ، و مخالب ، النظام السابق ، بغض النظر عن هوياتهم الطائفية ، و العرقية ، فلن يتمكن من ذلك قبل مرور جيل على الأقل ، كما الأن في رومانيا ، التي يتطلع شعبها إلى عامل الزمن ، حين تفنى تلك الطبقة السياسية - الإستخباراتية ، بحكم الموت الطبيعي ، أو الشيخوخة .
لا يجب أن يرضخ العراق لضغوط الولايات المتحدة الأمريكية ، للعفو عن عملاء العهد السابق ، لأن الولايات المتحدة لا تنظر في معظم الأوقات إلا لمصالحها القصيرة الأمد ، و هي على العموم لم تحلم للعراقيين بأكثر من ديمقراطية على النمط الروماني ، و لم تكن يوما مروج عملي للديمقراطية الحقيقية ، و حقوق الإنسان ، على الساحة الدولية ، مع التشديد على كلمة عملي في العبارة .
إن ما أطالب به الشعب العراقي الأن ، أطالب به الشعب المصري ، الذي يجب حين يأتي وقت ميلاد الديمقراطية المصرية ، ألا يتوانى عن منع كل من عمل في ، أو تعاون مع ، الأجهزة الأمنية ، و أعضاء الحزب الوطني ، و شبيبة مبارك ، و الحرس الجمهوري ، من تلقد أي منصب عام ، و أطالب به كل شعوب منطقتنا ، فنحن لا نريد ديمقراطيات في منطقتنا على النمط الروماني .
أعتقد أن القراء الكرام الذين يتابعون مقالاتي ، يعون الأن أسباب متاعبي مع جهاز الإستخبارات الروماني ، و إتهامي له - بناء على أدلة متعددة - بالتعاون مع جهازي الإستخبارات المصرية ، و السورية ، فرومانيا لا تختلف في الجوهر السياسي - الأمني كثيراً عن مصر ، أو سوريا ، في الوقت الراهن ، و لكن لتكن مختلفة الأن عن العراق ، و في المستقبل عن بقية منطقتنا .
أحمد محمد عبد
المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق
بفتح الحاء
الاسم النضالي
المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين
الحسني
تاريخ الميلاد
في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام
1969
المنفى القسري
: بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا
مصر
06-03-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق