لص الأراضي وزير للداخلية ، هذا ما تحقق
سبق أن سألت في بداية أحد المقالات : ما قيمة إسقاط حكومة شفيق ؟
و قد كتبت مجيبا على سؤالي : لا شيء ، فبإمكان من يحركون الأمور من وراء الستار أن يقوموا بإحلال غيرها تتكون من شخصيات من التكنوقراط ، من أتباعهم .
كان هدفي من السؤال ، و الإجابة عليه ، دعوة ، لازالت قائمة ، للتركيز على الأهداف الحقيقية الهامة ، التي تسهم في تغيير المجتمع المصري ، بإسقاط النظام القائم حاليا ، و تأسيس عهد أخر نأمله لمصرنا .
لكن لم تستمع بعض قيادات الثورة الشعبية لهذا الرأي ، و أصرت على المشي وراء أصحاب الرأي القائل بضرورة وضع الإطاحة بحكومة شفيق كهدف أساسي .
بعض تلك القيادات ، التي قادت الثورة في الإتجاه الخاطئ لأكثر من عشرة أيام ، أعرفها من خلال الإنترنت ، و منهم شابة ، كانت منذ أشهر ، أو ربما عام ، تنتقد مناداتي بضرورة العمل للثورة الشعبية ، و كان جل تركيزها ، و بعض رفاقها ، وقت ذاك على تقدم شكوى للنائب العام بحق رئيس أحد الأحياء ، و أذكر الأن كيف شجعها في ردها علي قيادي أخر في حركة السادس من إبريل ، و هو شاب لم أسمع ، و لم أقرأ ، إسمه منذ بدأت الثورة بقوله : برافو يا… .
لا أريد أن أذكر إسم الأستاذة الشابة القيادية ، التي أصرت على قيادة الثورة في إتجاه خاطئ لأيام ، و من قبل كانت تناضل ضد رئيس لأحد الأحياء في القاهرة الكبرى ، و لا إسم ذلك الشاب الذي كان يشجعها فيما مضى على رفض فكرة الثورة الشعبية ، لأن هدفي ليس هو التشهير ، و إنما النقد البناء ، و النقد البناء يحتاج فقط ذكر الوقائع ، للتعلم منها ، لتصحيح المسار .
سقطت حكومة أحمد شفيق بالفعل ، و هلل العملاء ، و تبعهم في ذلك السذج ، للمدعو شرف ، و لكن في تلك المرة رفضت التعليق ، و أنا أرى رد الفعل التهليلي غير الناضج ، و قلت الزمن سيكشف بسرعة لهؤلاء السذج أن الهدف الذي ظنوا إنهم قد حققوه ليس إلا سراب ، و أن الوقت قد أهدر فيما لا يفيد .
الزمن الأن يكشف بسرعة العملاء ، و يرفع الستار عن الأكاذيب ، و يفضح التمثيليات ، كما إفتضح أمر عمر سليمان ، والمجلس العسكري الحاكم ، و عمرو موسى مرشح عمر سليمان ، و كما إفتضح موقف الإخوان ، لأن الوقت الآن هو وقت الأفعال الحقيقية ، و المواقف الحاسمة ، و ليس وقت الوعود السرابية ، و الخطابات ، و الشعارات ، البلاغية .
شرف كان يجب أن يشكل حكومته فوراً ، و أن يتخذ إجراءات على أرض الواقع بسرعة ، و لهذا إنكشف بسرعة .
أفتضح أمره بعد إختياره لذلك الشخص المدعو منصور العيسوي ، كوزير للداخلية .
ذلك الشخص الذي كان أحد الوجوه المعروفة في وزارة الداخلية في عهد الألفي ، في التسعينيات من القرن الماضي .
ليس السجل الوظيفي في عالم الأمن هو فقط ما يشين منصور العيسوي ، بل سجله في عالم الجريمة المنظمة أسوء .
لقد كان أحد أشهر رجال مافيا الإستيلاء على الاراضي في التسعينيات ، عندما كان نجم لامع في عالم الشرطة ، و الإدارة المحلية .
و ليته كان من تلك النوعية من اللصوص الذين كانوا ينهبون أراضي الدولة الفضاء ، في المناطق الساحلية ، و الصحراوية ، كما كان حال الكثير من رجالات عهد مبارك ، بل كان من أحط أنواع اللصوص - حيث أن اللصوص يصنفون أنفسهم درجات أيضا تبعا لنوع الجرائم - فقد كان يحتل عنوة ، و عن طريق
بلطجيته ، الأراضي الفضاء في القاهرة الكبرى ، و المملوكة لأشخاص حقيقيين ، و ليسوا معنويين ، و المسجلة أراضيهم في سجلات الشهر العقاري ، و كل ذلك قوة و إقتدار ، و لدي ما يثبت ذلك .
ما حدث بالأمس من عودة إستعمال البلطجية مع المتظاهرين في لاظوغلي ، ليس إلا سلوك متوقع من زعيم - ربما سابق ، و ربما لازال ناشط - لمافيا .
لقد إستعمل بالأمس الإسلوب الذي يجيده ، و رآه فعال لقرابة العقدين .
هذا هو وزير الداخلية في حكومة شرف ، و الذي سيكون له دور في الحياة السياسية المصرية طالما كان في السلطة ، و لا ننسى أن إستفتاء على دستور معيب سيُجري ، و إنتخابات برلمانية ستقام تم طبخها في مقر مخابرات عمر سليمان ، و تحديد حصصها ، و رئيس جرى بالفعل إختياره سيتم إنتخابه رغما عن إرادة الشعب ، و ايضا تظاهرات عارمة غاضبة رافضة تندلع ، و ستندلع .
وزير ابعد ما يكون عن الشرف ، ستناط إليه مهام غير شريفة ، و بدأ ممارسة سلطاته الفعلية بالأمس بالعودة لإستعمال البلطجية .
إذا كان شرف لا يعلم التاريخ المخزي لوزير داخليته ، فهذه طامة ، و إذا كان يعلم فالطامة أكبر ، و إذا كان يعلم ، و يرفض في قرارة نفسه ، و لكن تم فرض الإسم عليه من الرئيس الفعلي لمصر ، عمر سليمان ، فهي أيضا طامة ، لأن في ذلك دلالة على ضعفه .
في كل الأحوال أثبت شرف ، إنه الوجه الأخر لنفس العملة التي يشكل شفيق أحد وجهيها .
لقد تم إضاعة مجهود ثوري كبير منذ سقط مبارك ، لتحقيق هدف سرابي ، هو تغيير الحكومة .
الأن أرجو أن نكون قد تعلمنا الدرس ، و أدركنا أن تغيير الحكومة لا يغير الوضع ، لأن الحكومات ، في الظروف الحالية ، ليست إلا أدوات في يد عمر سليمان ، و إذا كنا قد عرفنا بعضا من التاريخ المخزي لوزير الداخلية في حكومة شرف ، فربما يأتون المرة القادمة بشخص قضى حياته المهنية في
الظلام ، في دهاليز أمن الدولة ، و تقدمه الصحافة المدعوة بالمستقلة ، الممولة من أمن الدولة ، و العملاء المندسين بيننا ، من الكتاب و الصحفيين المستقلين ، على إنه ملاك طاهر ، كما تم تقديم حبيب العادلي من قبل ، ليهلل له السذج منا .
ما يحدث الأن من مهاجمة مقرات جهاز القمع المسمى أمن الدولة في محافظات مصر المختلفة ، و الإصرار على تحطيم ذلك الجهاز القمعي الجهنمي الذي كانت وظيفته تحطيم إرادة الشعب المصري ، و وضع رأس الشعب المصري تحت حذاء
النظام الحاكم ، أفضل بكثير من إضاعة الوقت في الضغط على نظام عمر سليمان لإستبدال الحكومة بأخرى ، أو وزير بأخر .
أتمنى أيضا أن يتم إقتحام مقر مخابرات عمر سليمان ، ليعرف الشعب المصري كيف كان يدير عمر سليمان الملفات الهامة التي كانت بحوزته ، و كيف يدير مصر الآن .
تحية لأبطال معارك مهاجمة مقار أجهزة القمع ، و لينصركم الله ، عز و جل ، في نضالكم هذا ، و ليفيق السذج ، و ليسيروا في الإتجاه الثوري الصحيح ، و ليرفضوا السير خلف المضللين .
لنتذكر إننا لم نحقق أي خطوة كبيرة ، مؤثرة ، سواء على صعيد إسقاط النظام الذي أسسه مبارك ، أو على صعيد بناء نظام أخر نتمناه ، و ذلك منذ الحادي عشر من فبراير 2011
07-03-2011
أحمد
محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية
، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد
حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون
من يونيو من عام 1969
المنفى
القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار
الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم -
إستعيدوا مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق