المخابرات السليمانية إخترقت القيادة الإخوانية
عندما رفض الإخوان المشاركة في إضراب السادس من إبريل - و هو بالمناسبة ليس ملك لحركة السادس من إبريل التي تريد القفز على ثورة 2011 أيضاً ، بل ملك لكل من دعا إليه ، و شارك فيه - و في معظم الأنشطة المعارضة الأخرى بين إبريل 2008 ، و الخامس و العشرين من يناير 2011 ، كان بإمكان البعض إلتماس العذر للقيادة الإخوانية بإنها لا تريد الزج بالجماعة في مواجهة كبيرة مع السلطة ، خوفاً من تكرار ما تعرضت له من قبل من شدائد في العهود السابقة ، و أضيف أيضاً : خوفاً من خسارة مكاسب الجماعة ، و التي منحها لها نظام مبارك ، و التي سبق أن أشرت إليها في مقال : لا تقلق يا زين ، فالإخوان أقصاهم سياسياً المباركة ، و الذي نشر في الإسبوع الأول من يناير 2011 .
و عندما رفضت قيادة الإخوان المشاركة في ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 من بدايتها ، كان يمكن الإعتماد على نفس السببين المذكورين أعلاه لتبرير ذلك الإحجام .
و عندما ذهبت القيادة الإخوانية للتحاور - أو للتفاوض حسب قولها - مع عمر سليمان ، بعد جمعة الغضب ، و أربعاء الجمل ، بمجرد أن عوج لها عمر سليمان بإصبعه ، برغم كل الأرواح الطاهرة التي فاضت ، و الدماء الزكية التي سالت ، على يد نظام مبارك ، كان يمكن وصف القياديين الإخوانيين بالإنتهازيين ، الذين لازالوا لا يؤمنون بقوة الشعب ، و يعتقدون في بقاء النظام ، و يريدون زيادة مكاسب تيارهم ، و مد رقعة نفوذه بإستثمار مبادرات ، و تضحيات ، غيرهم ، تلك المبادرات ، و التضحيات ، التي وضعت
نظام مبارك ، آنذاك ، في موقف عصيب .
و لكن بعد الحادي عشر من فبراير 2011 ، و بعد أن رأت القيادة الإخوانية سقوط مبارك الجبار العنيد عن عرشه ، بيد الشعب ، و بدون ضوء أخضر من أمريكا ، و برغم الدعم السعودي - الإماراتي - الإسرائيلي الذي تلقاه نظام مبارك ، فلا يوجد إلا تفسير واحد لكل السلوكيات ، و المواقف ، التي تبدر عن قيادة الإخوان ، و تبدو عجيبة .
من تلك السلوكيات ، و المواقف ، العجيبة ، موقفها في قضية الدستور ، و الأهم مساندتها لنظام طنطاوي - سليمان ، و تأخيرها لسقوطه .
ما الذي تخاف القيادة الإخوانية فقده بسقوط ذلك النظام المكروه - الضعيف بالفعل - برمته ؟؟؟
ما الذي تخشاه القيادة الإخوانية من قيام ديمقراطية حقيقية ، يكون الحكم فيها حقاً للشعب ؟؟؟
القيادة الإخوانية تقاتل من أجل مكاسب إستفتاء تعديل الدستور ، و لكن هل غفل عنها إنه في ظل الديمقراطية الحقيقية هناك إحتمال كبير أن تفوز الجماعة بأغلبية الثلثين في أول إنتخابات برلمانية ، و ربما الفوز بالرئاسة أيضاً ، و ساعتها سيكون بإمكان الإخوان كتابة الدستور على هواهم ، و في ظل شرعية شعبية حقيقية ، لا تحوم حولها شبهة الإتكال على ، و الإحتماء بنظام طنطاوي - سليمان المكروه شعبياً ، و التي تحوم الآن فوق رأس القيادة الإخوانية ؟؟؟
هل القيادة الإخوانية تخاف أن يلحق أي ضرر بحماس جراء مواجهتها للسلطة الحالية ؟
لا أعتقد إن القيادة الإخوانية غاب عنها أن الديمقراطية الحقيقية ستجعل السلطة في يدها - لفترة - و بالتالي فإنها في ظل الديمقراطية الحقيقية سيكون بمقدورها دعم إبنتها حماس ، بالشكل الذي ترغب فيه ، منذ أول يوم تقبض فيه الجماعة على زمام الحكم ، بدون التوسل لأحد .
هل القيادة الإخوانية خائفة من الديمقراطية لإنها تعرف أن النفوذ السياسي ، و كذلك النفوذ الثقافي ، للجماعة ، سيتقلص في ظل الديمقراطية ، بعد السماح للقوى السياسية الأخرى المخالفة للجماعة ، بالعمل بحرية ، و أول تلك القوى بالطبع : حزب كل مصر ؟؟؟
لا أعتقد أن القيادة الإخوانية لا تدرك أن نفوذ جماعتهم السياسي - الثقافي سيتقلص في كل الأحوال ، لأن مصر تغيرت مع غروب شمس الحادي عشر من فبراير 2011 .
لقد مضى عهد الإنفراد بالساحة الشعبية .
مضى عهد الإحتكار السياسي - الثقافي لعقل الشعب ، و الذي مارسته جماعة الإخوان خلال الثلاثين عاماً الماضية بمساندة السلطة لها .
في كل الأحوال سيتقلص نفوذ جماعة الإخوان ، سواء إستمرت قيادتها على مساندتها لنظام طنطاوي - سليمان ، و حكوماته ، أو أي نظام يكون إمتداد لنظام مبارك في المستقبل ، مثل عمرو موسى ، أو شرف ، أو غيرهما ، أو في حال دعمها لتأسيس ديمقراطية حقيقية ، و لكن الضرر سيكون بالنسبة لجماعة الإخوان ضخم - و ربما لا يمكن علاجه - في حالة إستمرت القيادة الإخوانية في دعم أي نظام يكون إمتداد لنظام مبارك ، و قد رأت القيادة بنفسها إنفضاض ليس فقط الكثير من فئات الشعب عنها ، بسبب مواقفها ، بل و أيضاً إنشقاق العديد من أعضائها ، و حالات التمرد ، و العصيان ، في صفوفها ، خلال الخمسة أشهر الماضية فقط .
المواقف العجيبة ، و السلبية ، لقيادة جماعة الإخوان تجاه جهود الشعب لتأسيس ديمقراطية حقيقية ، و تعاملها الحميم مع عمر سليمان ، و جهاز إستخباراته ، لا تفسر سوى بوجود إختراق مخابراتي للقيادة الإخوانية .
يبدو أن إعتراف القيادة الإخوانية بوجود إتصالات لها مع عمر سليمان ، و إستخباراته ، لسنوات ، و ذلك في معرض تبريرها لجلوسها مع عمر سليمان بعد جمعة الغضب ، و أربعاء الجمل ، لا يقف عند حدود الإتصالات ، بل وصل لدرجة الإختراق المخابراتي لها .
لا يمكن أن تتجاهل قيادة تيار سياسي - ثقافي فوائد الديمقراطية ، و ما تعود به الديمقراطية على ذلك التيار ، في وقت وصلت فيه قوة ذلك التيار للذروة ، و لا أمل في زيادة شعبيته أكثر من هذا ، و أن تتغافل عن حقيقة أن شعبيته بدأت في التآكل بسبب مواقفها العجيبة التي تمنع إنهيار نظام مكروه شعبياً ، إلا إذا كانت مخترقة حتى النخاع على يد ذلك النظام .
إنني أكتب هذا المقال ليس لإنقاذ جماعة الإخوان ، و لكن من أجل المساعدة في تسريع عملية التحول الديمقراطي في مصر ، و التي تعطلت بسبب النزاعات الحالية داخل صفوف المعارضة .
نعم نستطيع بدون الإخوان أن نستكمل مشوار تحويل مصر إلى ديمقراطية حقيقية ، و لكن ضم جموع الإخوان الحقيقيين لنا سيقصر المشوار ، لهذا أسعى لرأب الصدع الحالي الموجود في داخل المعارضة ، و هذا الرأب لن يتحقق بدون إصلاح داخلي في جماعة الإخوان .
يلاحظ هنا إنني أقصد بقيادة الجماعة ، ليس شخص معين ، بل الكبار الممسكين بالدفة ، تلك القيادة التي أرجو من الإخوان الإخوانيين تقويم إعوجاجها في أقرب وقت ، حتى نصل بمصر إلى بر الديمقراطية الحقيقية في أقصر وقت .
و عندما رفضت قيادة الإخوان المشاركة في ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 من بدايتها ، كان يمكن الإعتماد على نفس السببين المذكورين أعلاه لتبرير ذلك الإحجام .
و عندما ذهبت القيادة الإخوانية للتحاور - أو للتفاوض حسب قولها - مع عمر سليمان ، بعد جمعة الغضب ، و أربعاء الجمل ، بمجرد أن عوج لها عمر سليمان بإصبعه ، برغم كل الأرواح الطاهرة التي فاضت ، و الدماء الزكية التي سالت ، على يد نظام مبارك ، كان يمكن وصف القياديين الإخوانيين بالإنتهازيين ، الذين لازالوا لا يؤمنون بقوة الشعب ، و يعتقدون في بقاء النظام ، و يريدون زيادة مكاسب تيارهم ، و مد رقعة نفوذه بإستثمار مبادرات ، و تضحيات ، غيرهم ، تلك المبادرات ، و التضحيات ، التي وضعت
نظام مبارك ، آنذاك ، في موقف عصيب .
و لكن بعد الحادي عشر من فبراير 2011 ، و بعد أن رأت القيادة الإخوانية سقوط مبارك الجبار العنيد عن عرشه ، بيد الشعب ، و بدون ضوء أخضر من أمريكا ، و برغم الدعم السعودي - الإماراتي - الإسرائيلي الذي تلقاه نظام مبارك ، فلا يوجد إلا تفسير واحد لكل السلوكيات ، و المواقف ، التي تبدر عن قيادة الإخوان ، و تبدو عجيبة .
من تلك السلوكيات ، و المواقف ، العجيبة ، موقفها في قضية الدستور ، و الأهم مساندتها لنظام طنطاوي - سليمان ، و تأخيرها لسقوطه .
ما الذي تخاف القيادة الإخوانية فقده بسقوط ذلك النظام المكروه - الضعيف بالفعل - برمته ؟؟؟
ما الذي تخشاه القيادة الإخوانية من قيام ديمقراطية حقيقية ، يكون الحكم فيها حقاً للشعب ؟؟؟
القيادة الإخوانية تقاتل من أجل مكاسب إستفتاء تعديل الدستور ، و لكن هل غفل عنها إنه في ظل الديمقراطية الحقيقية هناك إحتمال كبير أن تفوز الجماعة بأغلبية الثلثين في أول إنتخابات برلمانية ، و ربما الفوز بالرئاسة أيضاً ، و ساعتها سيكون بإمكان الإخوان كتابة الدستور على هواهم ، و في ظل شرعية شعبية حقيقية ، لا تحوم حولها شبهة الإتكال على ، و الإحتماء بنظام طنطاوي - سليمان المكروه شعبياً ، و التي تحوم الآن فوق رأس القيادة الإخوانية ؟؟؟
هل القيادة الإخوانية تخاف أن يلحق أي ضرر بحماس جراء مواجهتها للسلطة الحالية ؟
لا أعتقد إن القيادة الإخوانية غاب عنها أن الديمقراطية الحقيقية ستجعل السلطة في يدها - لفترة - و بالتالي فإنها في ظل الديمقراطية الحقيقية سيكون بمقدورها دعم إبنتها حماس ، بالشكل الذي ترغب فيه ، منذ أول يوم تقبض فيه الجماعة على زمام الحكم ، بدون التوسل لأحد .
هل القيادة الإخوانية خائفة من الديمقراطية لإنها تعرف أن النفوذ السياسي ، و كذلك النفوذ الثقافي ، للجماعة ، سيتقلص في ظل الديمقراطية ، بعد السماح للقوى السياسية الأخرى المخالفة للجماعة ، بالعمل بحرية ، و أول تلك القوى بالطبع : حزب كل مصر ؟؟؟
لا أعتقد أن القيادة الإخوانية لا تدرك أن نفوذ جماعتهم السياسي - الثقافي سيتقلص في كل الأحوال ، لأن مصر تغيرت مع غروب شمس الحادي عشر من فبراير 2011 .
لقد مضى عهد الإنفراد بالساحة الشعبية .
مضى عهد الإحتكار السياسي - الثقافي لعقل الشعب ، و الذي مارسته جماعة الإخوان خلال الثلاثين عاماً الماضية بمساندة السلطة لها .
في كل الأحوال سيتقلص نفوذ جماعة الإخوان ، سواء إستمرت قيادتها على مساندتها لنظام طنطاوي - سليمان ، و حكوماته ، أو أي نظام يكون إمتداد لنظام مبارك في المستقبل ، مثل عمرو موسى ، أو شرف ، أو غيرهما ، أو في حال دعمها لتأسيس ديمقراطية حقيقية ، و لكن الضرر سيكون بالنسبة لجماعة الإخوان ضخم - و ربما لا يمكن علاجه - في حالة إستمرت القيادة الإخوانية في دعم أي نظام يكون إمتداد لنظام مبارك ، و قد رأت القيادة بنفسها إنفضاض ليس فقط الكثير من فئات الشعب عنها ، بسبب مواقفها ، بل و أيضاً إنشقاق العديد من أعضائها ، و حالات التمرد ، و العصيان ، في صفوفها ، خلال الخمسة أشهر الماضية فقط .
المواقف العجيبة ، و السلبية ، لقيادة جماعة الإخوان تجاه جهود الشعب لتأسيس ديمقراطية حقيقية ، و تعاملها الحميم مع عمر سليمان ، و جهاز إستخباراته ، لا تفسر سوى بوجود إختراق مخابراتي للقيادة الإخوانية .
يبدو أن إعتراف القيادة الإخوانية بوجود إتصالات لها مع عمر سليمان ، و إستخباراته ، لسنوات ، و ذلك في معرض تبريرها لجلوسها مع عمر سليمان بعد جمعة الغضب ، و أربعاء الجمل ، لا يقف عند حدود الإتصالات ، بل وصل لدرجة الإختراق المخابراتي لها .
لا يمكن أن تتجاهل قيادة تيار سياسي - ثقافي فوائد الديمقراطية ، و ما تعود به الديمقراطية على ذلك التيار ، في وقت وصلت فيه قوة ذلك التيار للذروة ، و لا أمل في زيادة شعبيته أكثر من هذا ، و أن تتغافل عن حقيقة أن شعبيته بدأت في التآكل بسبب مواقفها العجيبة التي تمنع إنهيار نظام مكروه شعبياً ، إلا إذا كانت مخترقة حتى النخاع على يد ذلك النظام .
إنني أكتب هذا المقال ليس لإنقاذ جماعة الإخوان ، و لكن من أجل المساعدة في تسريع عملية التحول الديمقراطي في مصر ، و التي تعطلت بسبب النزاعات الحالية داخل صفوف المعارضة .
نعم نستطيع بدون الإخوان أن نستكمل مشوار تحويل مصر إلى ديمقراطية حقيقية ، و لكن ضم جموع الإخوان الحقيقيين لنا سيقصر المشوار ، لهذا أسعى لرأب الصدع الحالي الموجود في داخل المعارضة ، و هذا الرأب لن يتحقق بدون إصلاح داخلي في جماعة الإخوان .
يلاحظ هنا إنني أقصد بقيادة الجماعة ، ليس شخص معين ، بل الكبار الممسكين بالدفة ، تلك القيادة التي أرجو من الإخوان الإخوانيين تقويم إعوجاجها في أقرب وقت ، حتى نصل بمصر إلى بر الديمقراطية الحقيقية في أقصر وقت .
ملحوظة تعد جزء من المقال : في مقال : درس من القرآن في ضرورة إستئصال النظام الظالم بالكامل ، و كذلك في مقال : الشعب يريد الحكم ، أتيت على ذكر أحد مقالاتي القديمة ، و للأسف حدث خطأ من جانبي في كتابة عنوانه ، و العنوان الصحيح هو : فأغرقناه و من معه جميعاً ، لا للعفو عن الرتب الصغرى ، و يوجد المقال أيضاً كتسجيل صوتي في يوتيوب بنفس العنوان الصحيح المذكور هنا ، فمعذرة .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد
الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد
حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون
من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار
الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم -
إستعيدوا مصر
18-07-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق