الجمعة، 15 فبراير 2013

التعاون مع آل سعود إهانة للثورة و شهدائها

التعاون مع آل سعود إهانة للثورة و شهدائها
 
نقدي للمجلس العسكري الحاكم نقد متوازن ، هدفه الصالح المصري العام ، لهذا فمثلما لا أقتصد في ذكر سلبياته - و هي كثيرة - فإنني أيضاً لا أخشى أن أشيد بإيجابياته ، و هي للأسف الشديد نادرة .
معظم سلبيات المجلس العسكري الحاكم تتركز في الشأن الداخلي المصري ، ففي هذا الميدان تقييمي له هو صفر من عشرة ، فهناك عدم إحترام لحقوق الإنسان ، و منها حرية التعبير ، و عودة للأساليب المنحطة التي كانت متبعة في عهد مبارك ، مثل الإعتقال ، و التعذيب ، و حادثة تعرية ، و الكشف عن عذرية ، الفتيات المعتقلات ، إلى آخر القائمة التي يعرفها كل مواطن مصري متابع للشأن المصري الداخلي ، و قد ذكرت بعضها في مقال :
المجلس العسكري دمر سمعته بنفسه ، و الذي نشر في الحادي و الثلاثين من مايو 2011 .
تقييم أداء المجلس العسكري الحاكم في ميدان السياسات الداخلية لا يقف عند موضوع حقوق الإنسان ، فهناك أيضاً أداء سيء للغاية في ميدان رسم خارطة الممارسة السياسية ، في مرحلة تعتبر تأسيسية - و لو إسماً .
هناك ما حدث في لجنة تعديل الدستور ، و تشكيلها المعيب ، و ما نتج عن تلك اللجنة من تعديلات معيبة هي أيضاً ، و هناك خداع الشعب المصري عندما طالب بإسقاط وزارة أحمد شفيق ، فكان أن أحضر المجلس وزارة لا تقل عن سابقتها سوء ، و يكفي أن وزير الداخلية فيها هو لص أراضي معروف ، و كان أحد أعمدة وزارة الداخلية في حقبة التسعينيات من القرن الماضي ، و يرأس تلك الوزارة رئيس وزراء ضعيف الشخصية ، لم يتحقق على يديه أي إنجاز إيجابي للشعب المصري ، بل أن معظم سلبيات المرحلة حدثت في عهده .

كذلك هناك السكوت التام على جرائم جهاز الشرطة ، و بالأخص جهاز مباحث أمن الدولة ، الذي يعبث بالوحدة الوطنية المصرية ، بمحاولاته الدائبة للوقيعة بين المسلمين ، و المسيحيين ، و كذلك بين المسلمين بعضهم البعض ، كما ذكرت في مقال : لماذا كل هذا الصبر على مجرمي جهاز الشرطة ؟ ، و قبله مقال : إستبداد الوصاية يحتاج فتنة طائفية .
صفر من عشرة ، بلا تحيز ، و بلا غبن ، هي نتيجة المجلس العسكري الحاكم على مستوى الشأن الداخلي المصري ، بعد ما يقرب من أربعة أشهر منذ تسلم السلطة من الطاغية المخلوع ، الذي قام المجلس العسكري الحاكم بحمايته من القصاص العادل ، و لازال يقوم بحمايته ، و هذه الحماية هي أيضاً إحدى سلبيات المجلس العسكري الحاكم ، و تؤكد رأي الشعب المصري فيه .
الإنجازات الضئيلة ، أو النادرة ، تتركز فقط في الشأن الخارجي .
لعل الإنجاز الإيجابي الأهم هو قرار فتح معابر الحدود المصرية مع قطاع غزة ، و هو قرار سبق أن أشدت به صراحة ، و بكل وضوح ، في مقال : الديمقراطية في مصر هي لصالح أهالي غزة .
كذلك يدخل في حزمة إيجابيات المجلس العسكري القبض على شبكة التجسس الإسرائيلية ، و إن كنت ألوم المجلس العسكري الحاكم على فرضه حظر إعلامي بشأنها ، لأن من الواجب أن يعرف الشعب المصري الحقيقة ، فالعصر قد تغير ، أو هكذا نعتقد .
و يدخل في قائمة الإيجابيات القليلة القبض على عضو البعثة الدبلوماسية الإيرانية المتهم بممارسة أنشطة غير مشروعة ، و قرار طرده من مصر لا يقل شجاعة عن القبض عليه .
لقد كنت أتمنى أن أقول أن هناك جهود لإعادة بناء جدار الأمن القومي المصري ، و إعادة مصر لاعباً رئيسيا على الساحتين ، الإقليمية ، و العالمية ، و لكن للأسف فإن الإيجابيات في هذا المضمار لم تكتمل ، فلاتزال هناك ثغرة كبيرة ، و هي النفوذ السعودي .
للاسف الشديد هناك إستمرارية لنفس السياسة الخارجية التي كانت متبعة في عهد مبارك الأثيم ، في ما يخص العلاقات المصرية - السعودية .
إستمرارية سياسة الإمساك بجلباب آل سعود ، و السير ورائهم .
لا يمكن أن ننسى زيارة عصام شرف لإقطاعية آل سعود ، و الزيارات التي قامت بها شخصيات بارزة في النظام السعودي لمصر .
إننا في حزب كل مصر من أنصار التعاون العربي ، مثلما نحن من أنصار التعاونين الأفريقي ، و البحر متوسطي ، و التعاون الدولي ، و هذا واضح جداً في الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر ، و المنشورة منذ أكتوبر 2007 ، لكن حزب كل مصر يعترض على التعاون مع آل سعود .
إننا نعترض على آل سعود ، و ليس شعب الجزيرة العربية الشقيق ، و الخاضع لحكم آل سعود .
إننا نعترض على التعاون مع نظام ثبت بالدليل القاطع تدخله في الشأن الداخلي المصري بشكل سافر ، و معادي للشعب المصري .
الشعب المصري لا يمكن أن ينسى ما قام به كبير آل سعود ، عبد الله بن عبد العزيز ، أثناء الثورة المصرية عندما بذل كل ما في وسعه للإبقاء على حكم الطاغية الدموي مبارك الأثيم .
و لا يمكن للشعب المصري أن ينسى محاولة آل سعود تهريب مبارك الأثيم من شرم الشيخ بعد سقوطه عن عرشه الرئاسي ، و ذلك عندما أرسل النظام السعودي طائرة إلى مطار شرم الشيخ لتأخذ مبارك إلى إقطاعية آل سعود ليجاور زين العابدين بن علي .
كما أن إقطاعية آل سعود أصبحت المأوى لطغاة العرب الساقطين عن عروش الإستبداد ، مثل بن علي ، و على عبد الله صالح ، و هذا دليل آخر على معاداة آل سعود للمد الديمقراطي العربي ، أو ربيع العرب ، وهو أمر لا يحتاج لتوضيح ، فالنظرية السياسية السعودية المطبقة في إقطاعية آل سعود تنطق بها ، و ما حدث في البحرين برهان آخر .
المجلس العسكري الحاكم في مواقفه من آل سعود لم يكن على قدر المسئولية في هذه المرحلة التي بدأت في الخامس و العشرين من يناير من هذا العام 2011 .
المجلس العسكري الحاكم أهان الثورة المصرية ، و أهان شهدائها ، أي أهان الشعب المصري ، عندما بعث رئيس وزرائه لنظام حاول وأد الثورة المصرية ، و حاول تهريب مبارك الأثيم من يد العدالة المصرية ، و يقف أمام المد الديمقراطي في المنطقة ، و يحاول إحتوائه .
المجلس العسكري الحاكم أهان الشعب المصري عندما قبل الإحسان السعودي ، و الذي لا يعد بادرة حسنة ، بل مزيد من الأغلال التي تكبل الشعب المصري و تمنع تحرره ، و إنطلاقه .
المجلس العسكري الحاكم يريد لمصر أن تظل كوكب محطم مظلم يسبح في الفلك السعودي كما كان الحال في عهد مبارك الأثيم ، و حزب كل مصر يريدها أن تتحرر من كل نفوذ أجنبي ، لتعود مصر لتحتل مكانتها التي تليق بها بين دول المنطقة ، و العالم .
ملحوظة تعد جزء من المقال : سيكون لحزب كل مصر وجود فعلي على الساحة السياسية ، و الإجتماعية ، و الثقافية ، المصرية ، بإذن الله ، و ذلك فور سماح الظروف السياسية ، و الأمنية ، في مصر ، أي فور رفع سيف الإضطهاد المسلط عليه حالياً ، فإذا كنت مصري ، و عمرك لا يقل عن ثمانية عشر عاماً ، و تؤمن بكل ما في وثيقته الأساسية ، فأنت مدعو للإنضمام إليه .
أنت مدعو للمشاركة في إستعادة مصر .

 
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
 
08-06-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق