الاثنين، 11 فبراير 2013

أتحسر على سقوط الديمقراطية الأولى و لا أتحسر على سقوط أسرة محمد علي

أتحسر على سقوط الديمقراطية الأولى و لا أتحسر على سقوط أسرة محمد علي

يتصور البعض عن خطأ ، و يصور البعض عن خبث ، أن الإطراء الذي يظهر بين حين ، و أخر ، في كتابات كاتب هذه السطور ، للفترة التاريخية المصرية الممتدة من فبراير من عام 1923 ، و إلى ما قبل الثالث و العشرين من يوليو 1952 ، يعني محاولة الكاتب إسترجاع الشكل السياسي الذي كان يحكم تلك الحقبة ، و تحديدا : عودة أسرة محمد علي الكبير للحكم .
سأترك الفريق الذي يصور ذلك عن خبث - لأن ذلك الفريق معلوم للقارئ الكريم من يقف ورائه ، و بالتالي لا يستحق إلا التجاهل - لأوجه حديثي للفريق الذي يتصور ذلك عن خطأ .
أعتقد أن السبب الرئيسي الذي يقف وراء ذلك الخطأ الذي وقع فيه بعض القراء الكرام ، يعود لنجاح نظام آل مبارك الخبيث في توزيع مراحل التاريخ المصري ، أو حقبه التاريخية ، على شرائح معينة من الشعب المصري ، لتختص كل شريحة بحقبة ، لتنتفي ملكية المواطن المصري لمجمل التاريخ المصري .
على سبيل المثال : المرحلة القبطية أصبحت ملك للمسيحي المصري ، لا يصح أن يعتبرها المسلم المصري جزء من تاريخه ، و كاد أن يكون من المحرم على المسلم المصري الحديث عنها بشكل إيجابي ، و الدولة الفاطمية هي ملك للشيعة المصريين فقط - هذا إن كان نظام آل مبارك يعترف بأن هناك شيعة مصريين - و بالتالي لا يصح أن يدافع عنها السني المصري ، أو أن يعتبرها جزء من تاريخه .
المماليك ليسوا مصريين ، هكذا علم نظام عبد الناصر الشعب المصري ، و ورث ذلك التعليم نظام آل مبارك ، لهذا فإن الحقبة المملوكية ليست ملك لعموم المصريين ، بل ملك لذوي الأصول التركية ، و الشركسية .
و الدولة البطلمية ، دولة إغريقية ، أو يونانية باللفظ الحديث ، و إن حكمت مصر قرابة ثلاثة قرون .
و الذي يذكر إيجابيات مرحلة ما بين فبراير 1923 ، و إنقلاب يوليو 1952 ، أو يذكر أي إنجاز منذ مايو 1805 ، و إلى بداية الثالث و العشرين من يوليو 1952 ، هو نصير لأسرة محمد علي الكبير ، و يريد عودتها للحكم ، لأن تلك الحقبة ملك لتلك الأسرة .
هذا هو منبع الخطأ الذي وقع فيه البعض عن حسن نية حين تصوروا أن كاتب هذه السطور يريد عودة الملكية ، أو إنه يتحسر على سقوطها .
الحقبة الممتدة من فبراير 1923 ، و إلى بداية الثالث و العشرين من يوليو 1952 ، أو لنسميها إختصارا ، و بدون أي إخلال بالدقة التاريخية : الحقبة الديمقراطية الأولى ، هي مثل أي حقبة تاريخية عاشتها مصر ، ملك للشعب المصري ، لأنها أساسا من صنع الشعب المصري .
لا أستطيع أن أنكر الإنجازات التي قامت بها أسرة محمد علي ، بخاصة في عهد مؤسسها العظيم ، و لكن الحقبة الديمقراطية المعنية بالحديث ، هي في الأساس من صنع الشعب المصري ، و دور أسرة محمد علي الإيجابي في تلك الحقبة يقف كالقزم بجوار إنجازات الشعب المصري .
الحقبة الديمقراطية الأولى كانت نتاج نضج الشعب المصري سياسيا ، فهي لم تكن هبة من أحد ، أو تفضل من شخص ، أو اسرة ، أو دولة ، فبذرتها وضعت مع إندلاع ثورة 1919 ، و التطور السياسي الديمقراطي الإيجابي في تلك الحقبة لم يكن إلا نتيجة وعي الشعب المصري ، و إدراكه لحقوقه السياسية ، و لهذا لم تفلح المحاولات التي دأب القصر الملكي على القيام بها للقضاء على تلك الديمقراطية ، و يكفي في هذا المقام التذكير بنضال الشعب المصري ضد دستور عام 1930 .
كذلك الإنجاز العلمي ، و الثقافي ، و التعليمي ، في الحقبة الديمقراطية الأولى - و الذي يشمخ على إنجازات عهد آل مبارك ، برغم تقارب العهدين في طول المدة - هو أيضا من إنجاز الشعب المصري ، الذي أراد منافسة أوروبا الغربية في العلوم ، و الثقافة ، و بقية ميادين الحضارة .
كيف لي كمصري أن أتجاهل حقبة من أفضل الحقب التي مرت على الشعب المصري منذ سقوط دولة المماليك البحرية ، و ربما لأبعد من ذلك التاريخ ؟؟؟
كيف لي أن أتجاهل حقبة حديثة - و إن كانت غير مثالية - تتضاءل بجانبها حقبة معاصرة أعيشها ، و يعيشها الشعب المصري - و ربما ستمتد لثلاثة ، أو أربعة ، عقود أخرى ، فتتجرع مرها أجيال مصرية لم تولد بعد ، كما تجرعنا نحن - و تقع قرب قمة قائمة أسوء الحقب التي مرت على الشعب المصري في كل تاريخه ؟؟؟
إن من قرأ الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر ، و المنشورة تحت عنوان : هذا هو حزب كل مصر ، و المنشورة أيضا كتسجيل صوتي في يوتيوب بعنوان : حزب كل مصر ، سيدرك إننا - في حزب كل مصر - نقف مع كامل التاريخ المصري ، و نسترشد ، و نتعلم ، من كافة مراحله ، بل و أزيد على ذلك فأقول : إننا في حزب كل مصر نعتبر كامل التاريخ العالمي ، أو بمسمى أخر : تاريخ الإنسانية ، جزء من تاريخنا ، نتعلم منه ، و نسترشد ، لأن التعليم ليس له حدود ، و الحضارة ملك الإنسانية بأجمعها ، و كل هذا واضح بشكل جلي في الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر .
إنني على وفائي لمبادئ حزب كل مصر ، لأنني أؤمن بها .
أما أسرة محمد علي فقد إنتهى دورها السياسي كأسرة - مع بقاء حق أفرادها في ممارسة العمل السياسي - و الحقبة الديمقراطية الأولى لم تكن من صنعها - كما ذكرت عالية - و حتى إنجازات محمد علي الكبير ما كانت لتقوم لولا تضحيات الشعب المصري في ذلك العهد ، مع كامل تقديرنا لمحمد علي الكبير .
إنني أتحسر على سقوط الديمقراطية الأولى ، و لا أتحسر على سقوط أسرة محمد علي الكبير ، لأسباب ذكرت بعضها أعلاه ، و أيضا لأنني كنت أتمنى أن تتطور تلك الحقبة الديمقراطية مثلما تطورت معظم الديمقراطيات في العالم .
إننا في حزب كل مصر ، نفخر بالحقبة الديمقراطية الأولى ، دون أن نغفل عن سلبياتها ، و نتعلم من إيجابياتها ، و سلبياتها ، على السواء ، و لكن لا عودة للوراء ، و الحقبة الديمقراطية الثانية ، التي لم تر النور بعد ، يجب أن تكون أفضل من الأولى بأشواط كثيرة .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

11-11-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق